Sans Commentaires

Sans Commentaires

الأربعاء، 27 مارس 2013

ربيع الشباب الملكي..في ذكرى 20 مارس (الجزء الثاني)




إذا بعد نضوج المواقف و إتضاح الرؤى، تبين أن لا مناص من تضافر الجهود و تنسيق المواقف و التكتل في مجموعة واحدة للتصدي لهذا الخطر الداهم، وهذا الذي كان، فبعدما تمت الدعوة لعقد الإجتماع في قاعة نادي المحامين بالرباط يومه 20 مارس، تداعى لها مختلف الحساسات و المجموعات الفيسبوكية من جهة و المجموعات التي كانت تؤمن بالعمل الميداني من جهة أخرى، وحتى الأفراد، و من كل المدن المغربية، فتم الإتفاق على عدة نقط كان أهمها تأسيس تنسيقية سمية "التنسيقية الوطنية للحركات الشبابية" و كان هدفها كل تلك الأهداف التي أشرنا لها في المقالة الأولى، و بغيث الإعلان عن الذات و الصدع بالمطالب، تم الإتفاق على مسيرة وطنية بالدار البيضاء، و حدد 10 من أبريل تاريخ لها.
كانت الأماني و الطموحات تسطر على أرض الواقع تباعا و بسرعة جنونية، فما كان بالأمس حلما صار اليوم واقعا معاشا، و بدأت الطموحات تكبر يوما بعد يوم، إلا أن ما إعترى بعد ذالك من أحداث عجلت بنسف كل تلك الأماني، و ذالك راجع لعدت أسباب أهمها:
الإعلام
كان الإعلام في تلك الأيام يحمل هما واحدا و أوحد، وهي المادة الإخبارية الوحيدة التي كانت تستهويه، مادة حركة 20 فبراير، و لم تغطي أبدا مشاريع التنسيقية بل حاربتها في الكثير من الأحيان، و في غالب الأحيان كانت طرفا في الصراع الدائر بين هؤلاء الشباب و حركة 20 فبراير، و لشر مبيت في نفوس هؤلاء و هو الحق الذي أريد به باطل، سمونا "الشباب الملكي"، وهي حقيقة كان لهم فيها مآرب أخرى، فهم من جهة حاولوا تحميلنا ملا طاقة لنا به، و هي تمثيل المؤسسة الملكية و من يحبونها و يؤمنون بها، و من جهة أخرى كانوا يريدون تنزيل الملكية بمفهومها الرمزي و العميق موضع السؤال و النقاش و الجدال، في حين أن الإختلاف كان قائما على مطالب محددة و على وسائل تطبيق هذه المطالب، و كل هذا الحقد الذي كانت تحمل هذه المنابر الإعلامية مرده إلى تصفية حسابات مع الدولة و مع أجهزتها، إما لغرامات حكم عليها بها في ما مضى، أو لسجن بعد صحفييها، أو لأنها كانت تنتمي لأحزاب تحرك الحركة و تلعب بها يمنتا و يسرى مناكفتا للنظام.
أجهزة الدولة
كانت بعض أجهزة الدولة حاضرتا في إجتماعاتنا و مشاوراتنا، بل كانت تدس بعض أذانها لمعرفة تحركاتنا و سكناتنا، وهذا لم يكن يضايقنا في شيء و لم نعريه بالغ إهتماماتنا، و لما كانت الأشغال ماضية على قدم و ساق في إتجاه الإعداد للمسرة التي نادينا بها، نزلت الدولة بقرار المنع للمسيرة، بل و بعد إجتماعات و لقاءات مراطونية بين وفد من فرع التنسيقية في الرباط (و التي كنت واحدا من هذا الوفد على مستوى الرباط ) و بين والي الرباط من جهة، و ما بين وفد من فرع التنسيقية بالدار البيضاء و والى الدار البيضاء من جهة أخرى، لم تكلل مساعينا بالنجاح بل تم ترهيبنا وتهديدنا بتحميلنا تبعات هذه الوقفة، و أن هناك مخاوف أمنية من هذه المسيرة، خصوصا بعد العثور على بعض الأسلحة في أمغالا.
هذا نهيكم على أننا صرنا كالتي تحمل طفلا حراما في أحشائها، فما بين إتهام حركة 20 فبراير لنا بأننا بلطجية و أننا مسخرون و مسيرون من طرف أجهزة الدولة و أننا صنيعتها، و بين ضغوط أجهزة الدولة لإقبار مشروعنا و إسكات أصواتنا، بتنا بين سندان الحركة و مطرقة أجهزة الدولة، و نار الصحافة، و ما زاد الأمر سوءا أن في كل مرة توجه سهام النقد للدولة بأننا تابعون لها، كانت تقسوا علينا و تقمعنا في كثير من الأحيان فقد لدفع الإتهامات عنها.

أخطاء ذاتية
لا نستثنى نحن أيضا من الأخطاء التي عجلت بفشل مشروع "التنسيقية الوطنية للحركات الشبابية"، فبين استئثار البعض بالقرار و أنانية البعض الأخر، و بين جنوح البعض لمواقف متطرفة و خضوع البعض الأخر للإشاعات و الهواجس و التخوين، تاهت معالم الإتحاد، و أصبح التشكيك سمة سلاح البعض في وجه الأخر، بدون ذكر أننا فشلنا في تشكيل وعاء مؤسساتي قائم على صلاحيات و مراكز قرار و مناصب بنيوية داخل هذه التنسيقية.
لكل هذه الأسباب، و من وجهة نظري فشل هذا المشروع، و لكن ظلت العديد من الأنفس و القلوب تتوق لتلك الأيام، و تتأسف على ما آلت إليه أمور التنسيقية، فلا أحد اليوم يمكن أن يجادل بأنه كان مشروع جميل، فإذا ما تحقق، كان سينقل الكثير من الشباب لعوالم صناعة القرار داخل الدولة، و سيؤسس لقوة حقيقة تدافع عن مصالح الشباب و وجهة نظره إتجاه العديد من السياسات التي تهم مستقبله، و لكن و في الختام و هذا الذي أيقنت منه من تلك التجربة، أن أولائك الشباب كانوا يحملون حبا حقيقيا للوطن و للملك، و كانوا يحملون مشاريع حقيقية و مطالب واضحة المعالم، حجرة الزاوية فيها الإصلاح بالملك و مع الملك، و من سخرية القدر أن مطالبهم حققت كلها، و مشروعهم في تأسيس كيان لهم فشل.
و رغم أخطائنا و طيشنا في بعض الأحيان، و لكن كانوا شباب نقي اليد و عفيف السيرة و مأمون الجانب. تحية لهم


أيوب مشموم "كاتب صحفي"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق