Sans Commentaires

Sans Commentaires

الأحد، 3 مارس 2013

تربية ملك


ما بين 1973 و 1981,أمضى ولي العهد سيدي محمد كل وقته تقريبا,داخل أسوار”المدرسة المولوية”,مقررات مكثفة,نظام تربوي صارم,ذكريات”لانتيرنا” وقصص صداقته مع من سيصرون رجال المملكة الأقوياء….موقع المغرب الملكي من خلال أسبوعية “نيشان” يسافر بكم في سنوات الليسي,كما عاشها من سيصبح, سنوات فيما بعد,ملك المغرب.

آش كيقراو ف”المدرسة المولوية”؟”الله أعلم,داك الشي الملك هو اللي كيتكلف بيه مباشرة”,المتحدث وزير تربية وطنية سابق,يسرط كلماته كلما وردت لفظة”مولوية” في الكلام,بل يلح وعلى محياه علامات قلق واضحة,أنه مثل كل وزراء التربية الوطنية الذين تعاقبوا في المغرب,لا يعرف أي شيء عن كيفية عمل هذه المؤسسة الفريدة من نوعها,ولا عن مقرراتها الدراسية…غير آجي واعرف”المدرسة المولوية”,أو الكوليج روايال,حيث يقضي الأمراء والأميرات سنوات المراهقة التي تبدو أشبه بمنطقة محرمة,من المستحيل الاقتراب منها على شعاع يمتد كلمترا كاملا.البناية التي تحرسها باستمرار عناصر من الجيش والدرك الملكي,بجوار وزارة الأوقاف والوزارة الأولى,ملحقة بالقصر في قلب”المشور السعيد”,حي العاصمة الذي لا يطأه الا المحظوظون ممن تجري في عروقهم دماء ملكية,أو ضيوفهم أو خدمهم.داخل هذه البناية التي تمتد مساحتها على حوالي هكتارين,أمضى محمد السادس سنوات دراسته,ولم يغادرها الا سنة 1981 بعد أن حصل على الباكالوريا.”عشنا فالكوليج تمن سنين وكان كل حياتنا وعالمنا الوحيد” يقول أحد نزلاء المدرسة الذين اقتسموا طاولة الدرس مع ولي العهد(أنذاك) سيدي محمد.هذا “العالم” يشكل بالنسبة لأمراء وملوك الغد,مدخلا للحياة العمومية,بأعرافه وطقوسه وتاريخه الذي يمتد على مدى 66 عاما.
قرا,كول ونعس
 

نحن في سنة 1942,المغرب خاضع لسلطة الحماية,وعمر الأمير مولاي الحسن لم يتجاوز 13 سنة,البلاد بالكاد تستيقظ من سباتها وتكتشف الحداثة,عندما أدرك السلطان محمد الخامس ضرورة توفير تربية مزدوجة لأبنائه أي تقليدية على الطريقة القديمة,كي لا تتأثر الأسس التي تنبني عليها المؤسسة الملكية,وعصرية على الطريقة الغربية,كي يستطيع الأبناء فهم حقائق عصرهم.هكذا ولدت”المدرسة المولوية” فضاء خاص يتبع مباشرة للقصر.كان تصوره منذ البداية قائما على توفير تعليم نخبوي,يمزج بين النظام المغربي والفرنسي,بعيدا عن العيون,وبمنأى عن وصاية الدولة,مع صرامة على مستوى السلوك فضلا عن نظام”تنشئة خاص بالأمراء الصغار” بكل ما يتطلبه من مرافق ضورطوار,مطعم…الخ.قرا,كول ونعس.سرعان ما أحدث فصلان دراسيان واحد لمولاي الحسن وآخر,في ما بعد لمولاي عبد الله الذي يصغره بخمس سنوات.حوالي عشرة تلاميذ,ينحدرون من مختلف جهات المملكة,معظهم من أبناء الأعيان أو أبناء مقربين ومتعودين على القصر.جرى اختيارهم بعناية كي يرافقوا الأميرين في تربيتهما.بعد تعليم تقليدي,ديني في أساسه,بداوه على ست سنين,التحق مولاي الحسن ومولاي عبد الله,على التوالي ب”المدرسة المولوية” كي يتمما تربيتهما,قرآن,فلسفة,تربية اسلامية,رياصيات عصرية…المنهجية أعطت كلها ونجحت”المدرسة المولوية” في هدفها أن تكون نخبة مثقفة وعصرية,منغرسة في تربة التقاليد الشريفة تماما كما أراد محمد الخامس.عندما أصبح الحسن الثاني ملكا وأبا,طبق مخطط والده وربى أبناءه على النحو ذاته.استعاد منهجية محمد الخامس في خطوطها العريضة مع تغييرات طفيفة,هكذا بدأ ولي العهد سيدي محمد تعليمه الديني في سن الرابعة,وابتداء من سنة 1973,أنشيء له فصل يتكون من أثني عشر تلميذا,ينحدرون من الجهات الأساسية للبلاد,من أجل تمثيلية جغرافية متوازنة.الى جانب أبناء الاعيان,حاول الحسن الثاني أن يدمج تلاميذ ينحدرون من طبقات شعبية,شريطة أن يكونوا متفوقين دراسيا.بالنسبة لمولاي رشيد,الذي أنشىء فصله ابتداء من 1982,دار ليه تخليطة أخرى معظم زملائه من أبناء الأعيان والنظام الدراسي أكثر مرونة مقارنة مع النظام المتبع في قسم سيدي محمد.مع الاشارة الى أن “المدرسة المولوية” ليست مختلطة.الأميرات يدرسن في ملحقة قريبة,من مدرسة الأمراء غير هوما ما عندهومش الضورطوارات,كينعسو مع العائلة ديالهم.
الدراري صغار والمهمة كبيرة

 

قبل أن يضعوا أقدامهم في”المدرسة المولوية” كي يرافقوا سيدي محمد طوال فترة شبابه,يخضع التلاميذ الى نظام انتقاء صارم تشرف عليه مختلف الأجهزة الاستخباراتية(الاستعلامات العامة,الديستي,الخ) التحقيقات المعمقة تستغرق,في المعدل,ستة أشهر,كل شيء يخضع للفحص الدقيق المحيط العائلي,الأهل والأقارب,الجران,المعارف,الأصدقاء.الهدف هو ضبط الميولات السياسية للتلاميذ(واخا دراري ما زالين صغار) في أدق تفاصيلها ويعرفوا واش شي حد فالعائلة عندو سوابق عدلية,مثلا.اللي عندو الوسخ يمشي يلعب حدا باب دارو.ما كيوصل الكوليج روايال غير اللي بان أن الضوصي ديالو نقي,بعد اجتياز مختلف الاختبارات لاختيار تلامد كرادة وديال العشرة, وحتى بعد بداية الدراسة مع الأمير,تستمر هذه التحقيقات طوال المسار الدراسي,يتواصل لانكيت على شكل”بوانتاج” منتظم حول المستجدات العائلية لكل تلميذ.الهدف المعلن أي واحد كيبان فيه الدغل يفصل من الكوليج بكل بساطة.حتى بعد أن ينتهي المشوار الدراسي ويغادر التلاميذ”المدرسة المولوية” بيقون رهن”متابعة مستمرة من طرف أجهزة الاستعلامات”راهم عاشوا فدار المخزن…الدنيا والزمان.ولكن مازال ما وصلناش لهنا حنا دابا ف 1973,تشكل”الفريق” وبامكان سيدي محمد أن يلتحق بالمدرسة التي يتخرج منها الأمراء والملوك,بالاضافة الى رجال الدولة الأقوياء كما سنرى.كان فعمرو 10 سنين,وقد أنهى للتو دراسته الابتدائية التي أشرف عليها مربون داخل القصر.ولمدة ثماني سنوات,ستشكل”المدرسة المولوية” الاطار الأساسي لحياة من سيصبح في ما بعد ملك المغرب.
البق ما يزهق

 

على مستوى السلوك,تخضع”المدرسة المولوية” لنظام صارم البق ما يزهق.التلاميذ مراقبون في أبسط تصرفاتهم وتحركاتهم من طرف أشخاص مكلفين بالمهمة(حراس خاصون وموظفون),ما كيعرفو غير”سيدنا” و”الله يبارك فعمر سيدي”.أما نظام التدريس المتبع,فقد كان يشغل سيدي محمد وزملاءه من طلوع الشمس الى غروبها,كل نهار كيفيقو فالستة ديال الصباح باش يحفضو القرآن,ساعة ديال العراضة عاد كيفطرو,وكيبدا الجرا 45 ساعة من الدروس أسبوعيا في المعدل,كيقراو حتى السبت,بلا ما نداكرو على حصص الراطراباج اللي كتبدا فالستة ونص ديال الليل وكتسالي…فالحضاش.فترة الاستراحة الوحيدة التي يتمتع بها التلاميذ تكون مساء السبت,ويقضونها في الخزانة السينمائية للمدرسة المولوية.وماشي شي استراحة نيت…خصوصا اذا عرفننا أن الأفلام المعروضة تتراوح بين الكلاسيكية وسينما المؤلف,ويتعرض محتواها لرقابة شديدة,ويلا نسى السيد ديال الرقابة شي لقطة خايبة,بحال شي بوسة طويلة مثلا كيخرج الحارس ديال الخزانة السينمائية بالزربة وكيوقف قدام الشاشة…باش التلامذ ما يشوفوش المسخ.واضح أن المهمة ليست سهلةوشي مرات كيتنوض الحيحة,ماعدا السينما,تتوفر المدرسة على قاعة للرياضة وخزانة,يقضي فيهما التلاميذ أوقات فراغهم.كتب الخزانة”جدية”عبارة عن مؤلفات بيداغوجية وتاريخية,فضلا عن كلاسيكيات الأدبين العربي والفرنسي,الحصص الرياضية(أربع ساعات في الأسبوع) تتسم أيضا بالجدية والصرامة,وطبعا تشكل الفروسية الرياضة الأساسية…الملوك هادو,التداريب تعتمد على اللياقة البدنية,ويشرف عليها أطر من الدرك الملكي والجيش.أما الرياضي الأول في الفوج فلم يكن اسمه سيدي محمد بل…ياسين المنصوري.الأحد ابتداء من التاسعة صباحا يسمح للتلاميذ بمغادرة المدرسة,وقت حر لكن في الخامسة بعد الزوال بالضبط عليك ان تكون في الكوليج.كان سيدي محمد يلتحق بوالده في القصر,فيما يذهب زملاءه الرباطيون لزيارة العائلة.أما القادمون من مناطق بعيدة-بحال ياسين المنصوري اللي جاي من بجعد-فيمضون فسحة الأحد مع واحد من الزملاء الرباطيين في بيته,شريطة أن توقع الأسرة التي تستقبله التزاما,تحرص فيه على مراقبة حسن السلوك التلميذ أثناء عطلة الأحد…كما تضمن رجوعه في الموعد المحدد الى المدرسة.العسكر صافي.
الأصدقاء أولا
 

ثمة حادثة طريفة وغير معروفة رواها لنا أحد نزلاء”المدرسة المولوية” بعد حصوله على الباكالوريا كان يفترض أن يسافر ولي العهد سيدي محمد الى فرنسا لاكمال دراسته في كلية الحقوق بمدينة ايكس أون بروفانس ,وكان من حقه أن يختار زميلين من الدفعة كي يرافقاه بسبب المقعدين,احتدم توتر شديد بين زملاء الأمير ولم تتوقف الدسائس والأقاويل والحزازات الا عندما علم ولي العهد أنه في نهاية المطاف,لن يتابع دراسته في فرنسا علاش؟؟لأن الرئيس الفرنسي الجديد وقتها,الاشتراكي فرنسوا ميتران الذي كانت علاقته باردة بالمملكة الشريفة,ألمح صراحة الى أنه لا يستطيع أن يضمن أمن الأمير الشاب.هكذا التحق سيدي محمد بجامعة محمد الخامس في الرباط,وكان برفقته كثير من زملاء”المدرسة المولوية” على رأسهم طبعا الثنائي الهمة والشرايبي بالاضافة الى ياسين المنصوري وحسن أوريد وفاضل بنيعيش وادريس آيت مبارك…وباستثناء الأخير,رأينا كيف دخلت الشلة كلها الى القصر بعد وفاة الحسن الثاني لتتحمل مسؤوليات كبيرة في مملكة محمد السادس.
علمي ولا أدبي؟؟

 

لا شك أن المقرر الدراسي الأكثر كثافة,من حيث الدروس الذي عرفته مدرسة مغربية,كان في الكوليج روايال,أيام دفعة سيدي محمد,خليط مدروس بعناية من مقررات المدارس المغربية العادية ومدارس البعثة الفرنسية.التلاميذ يدرسون مثلا اللغة اللاتينية والفلسفة ابتداء من السنة الثانية,وكل المواد لها نفس المعامل. كما يتضمن المقرر مواد طريفة أحيانا…بحال النجارة وتهيمن عليه اجمالا التربية الدينية,هناك حصة استظهار القرآن كل يوم ابتداء من السادسة والنصف صباحا,مثلما ثمة ساعتين من التربية الاسلامية في الأسبوع.التلاميذ كيفما كانت أصولهم يدرسون نفس المقرر الذي تضعه ادارة”المدرسة المولوية”(بمراقبة وثيقة من الحسن الثاني شخصيا)لكن ابتداء من العام الرابع,اللي كيتسمى البروفي,يكيف المقرر الدراسي وفق…ميولات الأمير,في هذا الاطار سيتخذ المقرر الدراسي لقسم محمد السادس منحى أدبيا ابتداء من 1977,لأن ولي العهد يفضل الآداب على الرياضيات,ما كانش عندو بزاف مع المات.ما جعل تلميذين لهما ميولات علمية(بينهما نعيم تمسماني,مدير”كازاشور” حاليا) يغادران القسم الأميري,ليعوضهما تلميذان جديدان اللول من ورزازات,سميتو رشدي الشريبي,والثاني جا من الرحامنة نواحي مراكش,سميتو فؤاد عالي الهمة,المثير أن الرجلين اللذين سيصران في ما بعد أقرب أصدقاء الملك(ومن رجال البلاد الأقوياء)دخلا الى محيطه بشكل متأخر…شوف على زهر.

معهد متنقل

 

اداريا تخضع”المدرسة المولوية”للاشراف المباشر للقصر,ولا تربطها أي علاقة كما رأينا مع وزارة التربية الوطنية.الطاقم العامل بالمؤسسة يتكون من 300 شخص يحرصون على تلبية كل حاجات الأمير ورفاقه الأحد عشر.تبدأ السنة الدراسية في شتنبر وتمتد الى منتصف يوليوز.المدرسة متخصصة في تكوين أمراء وأميرات الدائرة الأولى والثانية.عندما لا يكون هناك أمير في سن التمدرس,تغلق المدرسة أبوابها في انتظار دفعة جديدة.ذلك ظلت”المدرسة المولوية” مغلقة طوال ما يناهز عشرين عاما,ما بين قسم الحسن الثاني(من 1942 الى 1949) وقسم محمد السادس(من 1973 الى 1981) خلال هذه العطلة الطويلة,يتحول مقر المدرسة الى…محكمة شرعية.أثناء تنقلات الأمراء,يحدث أن يسافر الكوليج بكامله معهم.خلال هذه الفترات الاستثنائية,تتحول المؤسسة الى ما يشبه مدرسة متنقلة.عندما يذهب سيدي محمد رفقة والده الى مراكش أو فاس أو افران,عادة ما يتبعه التلاميذ والأساتذة الذين ينزلون في الاقامات الملكية أو في الفنادق,ويتلقى التلاميذ دروسهم في قاعات تجهز خصيصا لهذا الغرض.

القراية حتى مع الماكلة

 

بالضافة الى مكتب المدير والمكاتب المخصصة للفريق الاداري,يتوفر الكوليج على قسمين مجمعين على شكل قاعتي محاضرات,واحدة مخصصة للدروس والأخرى لتهيىء الواجبات.كما يوضع رهن اشارة التلاميذ مختبر علمي وورشة للأعمال اليدوية(نجارة,رسم…) ابتداء من النصف الثاني من التسعينات(دفعتا مولاي اسماعيل وللا سكينة),صارت هناك قاعة المعلوميات مجهزة باحدث الأجهزة,ويحكي أحد العاملين في الادارة كيف أن”ظهور المعلوميات أربك ادارة المدرسة في البداية,حيث كان يحدث أن يتم تغيير كل العتاد والأجهزة بسبب عطل في فأرة التحكم(لاسوري زعما)”,مطعم الكوليج يشرف عليه طباخوم من القصر,ورغم اتقانهم لمختلف الشهيوات,فقد كانوا يؤمنون بأن البطنة تذهب الفطنة,لذلك كانوا يكتفون بتهييء أطباق خفيفة,كي يحافظ التلاميذ على فطنتهم,ولن يتغير هذا الريجيم الا بعد أن طالب التلاميذ بذلك مرات عديدة الماكلة تتم فوق طبالي مدورين,وحتى هنا كاينة القراية,الأمير سيدي محمد كان دائما يجلس قرب مربية مهمتها الأساسية أن تعلمه أدب الجلوس على المائدة.هذا”الدرس الخصوصي” كان يعوض ثغرة في”المدرسة المولوية” التي لم تكن توفر دروسا في المجال,وكي يستفيد منه بقية التلاميذ كانوا بالتناوب قرب مربية الأمير,اطلبوا العلم ولو…على المائدة
كل واحد وبالصتو

 

حصة الراطراباج تنتهي في وقت متأخر من الليل,بعد ذلك يعود نزلاء”المدرسة المولوية” الى غرفهم في الضورطوار.ثلاث غرف كل واحدة مجهزة بثلاثة أسرة,وغرفة رابعة تتضمن سريرا واحدا اضافيا يفترض أنه لولي العهد(كان يعيش فيها فؤاد عالي الهمة,ياسين المنصوري وكريم رمزي) وهناك غرفة خامسة مخصصة رسميا لسيدي محمد ومربيته, التي رافقت طوال السنوات الأولى في”المدرسة المولوية”.يتوفر التلاميذ على خزانات يجبرون على تركها مفتوحة,الهدف الرسمي من هذا الاجراء الغريب هو باش ما يخبيوش الكارو أو الشراب أو المجلات أو الترانزيستورات,وكلها أشياء يمنع ادخالها الى”المدرسة المولوية”.”كان صعيب علينا اندخلو شي حاجة ممنوعة ولا نخرجو برا,الزيارات كانت كثيرة والمراقبة صارمة”,يقول أحد النزلاء السابقين ب”المدرسة المولوية”.ولم يكن من الناذر أن يقوم الحسن الثاني شخصيا بزيارة تفقدية مفاجئة.الملك لم يكن يراقب التقدم الدراسي لولي العهد فحسب,بل كان يهتم بكل شيء وبكيفية مستمرة,”كان يهتم بكل مرافق المدرسة,وبصفة خاصة تجهيزات الضورطوار,وشحال من مرة كال ليهم يبدلو لينا الماطلات او الماكلة ديال المطعم”,يضيف نفس المصدر

أوريد المجتهد
 

وسيدي محمد فهاد الشي؟؟كان فردا من المجموعة…ولي العهد كان مندمجا في الفصل,محاطا بزملائه ولم يكن يحظى بأي تعامل امتيازي,الامتياز الوحيد,يمكن هو أنه كان كيكلس فالصف الأول,ولكن ما كانش كيجي اللول فالنتائج,هذه المرتبة كان يحتلها صديقه أوريد باستمرار,أوريد التلميذ المجتهد,كان كيزيد فيه شي مرات,الى درجة أنه حاول أن يحفظ عن ظهر قلب…موسوعة”بورضاص”,وواحد المرة مرض وكالو ليه سير لداركم(فالريش,قرب الرشيدية) باش ترتاح,جاوبهم(علاش؟ ياك طه حسين كان أعور وما عمرو وقف القراية)..ولي العهد ما كنش كيجي اللول,لكنه كان يحتل مراتب متقدمة,بالمقابل كان يعشق الرسم بصفة خاصة,ويمارسه في الوقت الحر,لأنه لم يكن ضمن المواد المقررة في”المدرسة المولوية”.ولم يكن يسمح لنفسه بان يخفض ايقاع العمل,لأنه نتائجه الدراسية كانت تخضع للفحص والمراقبة المستمرة من طرف والده الحسن الثاني,”كان عليه ضغط أكبر منا جميعا”,يتذكر أحد زملاء الفصل,قبل أن يضيف”وهو شي طبيعي بالنظر الى ما ينتظره في المستقبل من مهام,كان التلميذ سيدي محمد ككل التلاميذ,يكن احتراما عميقا لأساتذته مع شوية ديال الخوف,وعندما تقترب الامتحانات تنتابه أحيانا نوبات قلق,لكن ماشي بوحدو,القلق كان ينتاب كل التلاميذ,خصوصا المنحدرين من اوساط متواضعة,لأنهم كانوا يخافون أن يؤدي أي تراجع في المستوى الى الفصل من”المدرسة المولوية”.كانوا واعين بالفرصة الذهبية التي جعلتهم يقتسمون الفصل مع ملك المستقبل,وما يمكن أن يربحوه من ذلك مع عائلاتهم,لذلك كانوا يبدلون كل ما بوسعهم كي يحافظوا على مقعدهم بالمدرسة المولوية”.واضح أن القلق كان عاملا محفزا طوال ثماني سنوات من الحياة المشتركة,لم يحدث أن تم فصل أي واحد من”فريق الأحلام الدراسي” المتحلق حول ولي العهد,بسبب ضعف في النتائج الدراسية,كلشي كان يحصل على نقط تفوق المعدل بكثير,طبعا مع سلوك مثالي واحترام للأساتذة”أساتذتنا كانوا اما خبراء ذوي سمعة عالمية,أو شخصيات على درجة كبيرة من التأثير من عيار أحمد باحنيني(الوزير الأول السابق)أو عبد الهادي بوطالب(وزير ومستشار ملكي) كيفاش بغيتي ما تحتارمهمش؟؟”,يتساءل أحد تلاميذ المعهد المولوي القدامى.
“مولاي أحمد العرج”
 

لم تكن ثمة تراتبية بين التلاميذ,خلال السنوات الأولى ب”المدرسة المولوية”.خارج حصص الدرس,وبعيدا عن عيون الأساتذة والطاقم الاداري,كانت ثمة مشاحنات كما في كل الأقسام الدراسية,الأمير لم يكن يخرج من القاعدة,رغم مزاجه المتحفظ وطبعه الخجول,كانوا كيضحكو وكيقشبو وكيعاودو النكت ككل شلة مراهقين…وكانت لعبة الألقاب رائجة,عالي الهمة سماوه”مولاي أحمد العرج”,على اسم الوزير المشهور(مولاي أحمد العلوي),حيث كان كيمشي مايل بحال يلا كيعرج,وكان عندهم حتى هوما داك شي ديال قليب الهضرة,حسن أوريد كانوا كيعيطو ليه”أودير” أنس خالص كيسموه”وايلوش”,وكريم رمزي”كريكوم”,وسمير اليزيدي”شاماين”…الخ.لكن للسخرية حدود,ولم يحدث أن نودي على سيدي محمد بغير لقبه الرسمي”سمية سيدي”,اللي جاي دار المخزن يعرف الصواب,كما أنه لم يكن هو الذي يوزع الألقاب,ادريس آيت مبارك كان كيتكلف بالمهمة وكان هو الحلايقي ديال الفوج,ورغم أن عدد التلاميذ لم يكن يتجاوز 12,فقد تكونت دائرة صغيرة من المقربين حول الأمير,شي وحدين كانوا كيمشو ويجيو,لكن النواة تشكلت من الشريبي والهمة,النصوري وأوريد,نواة تبدو طبيعية بالنظر الى المسار الذي سيعرفه كل واحد منهم في المستقبل,الأولان رغم وصولهما الى الكوليج روايال متأخرين باربع سنوات,احتلا مكانا متقدما على الجميع,ذلك ما بدأ يظهر جليا ابتداء من الباكالوريا,آخر سنة دراسية,والتي عرفت تحولا كبيرا في البروتوكول,حيث صار التلاميذ يقبلون يد الامير انطلاقا من هذه السنة,ما عاد يرافق الأمير في اسفاره الا أصدقاؤه المقربون,الهمة والشرايبي على الخصوص…تصاوبات التستيفة ومول المليح باع وراح.
كاضو ملكي ساليتو الباك…ها لاخر
 

محمد السادس وزملاؤه ما دوزوش غير باك واحد,دوزو جوج,الاول كان سنة 1980 والثاني في العام الموالي 1981.بعد أن لاحظ الحسن الثاني أن نتائج ابنه عرفت تراجعا طفيفا,قرر أن قسم سيدي محمد كلو خاصو يعاود الباك,واخا جابو كاملين فوق المعدل, ونتصور وقع القرار على نزلاء”المدرسة المولوية” الذين كانوا يعدون الأيام كي يغادروا المكان,”بدا الملك الراحل أن المستوى العام للفصل تراجع,وعزا ذلك الى المرونة التي عرفها نظام التدريس في السنة الأخيرة”,يتذكر أحد زملاء ولي العهد السابقين,خلال تلك السنة,كان التلاميذ قد حصلو على رخصة مغادرة”المدرسة المولوية”.مساء كل سبت,لقضاء سهرات ليلية,ما شكل ثورة حقيقية.”فاللول كنا كنمشيو مجموعين نشوفو الأفلام فسينيما الزهوة,من بعد طوالو رجلينا وولينا كل مرة آش كنديرو,واكتشفنا السهير فليبواط”,يحكي نفس المصدر,سيدي محمد وصحابو عطاوها للحيحة,وولاو الناس كيشوفوهم ديما فالرباط,طبعا أصداء سهراتهم تصل بانتظام الى الحسن الثاني,لكنه كان يتركهم يتسلون,مقدرا أن”هذه الأشياء”تندرج في اطار الخبرة التي تتطلبها الحياة,حتى بان ليه بأن النتائج نزلت واخا غير شوية,كال ليهم ياك قصرتو ايوا دابا كلشي غادي يعاود الباك,في نهاية السنة الدراسية 1980-1981,التي تأرجحت بين الصرامة والليونة,بين الحرمان والمرونة,أهدى الحسن الثاني لأبنه سيارة أحلامه”فورد موصطانك”…بعدما ظل ولي العهد يطوف أطراف العاصمة بسيارة متواضعة من نوع”فياط 131 ميرافيوري”.
في انتظار مولاي الحسن

 

عندما دعا الحسن الثاني المغاربة في أحد خطاباته سنة 1981 الى مشاركته الفرحة”لأن ولي العهد حصل على الباكالوريا”,كان يعرف كما مزلاء”المدرسة المولوية” وأساتذتها وطاقمها الاداري,بأن سيدي محمد أسدل الستار على فصل حاسم من تربيته ومن حياته,18 سنة قبل أن يصل الى الحكم,كان محمد السادس قد دخل الى عالم الكبار,وغادر الكوليج روايال كما يغادر أي مراهق منزل العائلة,طبعا ثمة دفعات جديدة من الامراء تسلمت المشعل,من بينها دفعة الامير مولاي رشيد منذ عام 1982,لكن نظام الدراسة صار أقل صرامة بكثير,”ما عمر الكوليج روايال كان صارم فالنظام ديالو بحال كيما كان مع الدفعة ديال محمد السادس”.يقول أحد العارفين بخبايا القصر, وزعما ما عمرو يكون؟ لا شك أننا سنعرف الجواب عندما يصل دور ولي العهد مولاي الحسن الذي سيحتفل بعيد ميلاده الخامس في ماي المقبل(وهو السن الذي بدأ فيه والده دراساته التهييئية) عندما سيلتحق مولاي الحسن ب”المدرسة المولوية”,ستبدأ صفحة جديدة من التاريخ…أو هاديك هضرة أخرى
اعد التحقيق : مجدولين الاتوابي و كريم البخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق