Sans Commentaires

Sans Commentaires

الثلاثاء، 5 مارس 2013

عقوق الوطن





إلــــــــــــى جمعية العقوق:
. .
. .


مصلحة الوطن فوق مصلحة الجميع
وهي لا تتعارض مع أحكام الدين ومقاصده
لذلك لا يمكن أن نعرّض الوطن للخطر إرضاء للفرد أو المجموعة
وهذا حماية للأرض التي تحتضن الكل
وسعي الناس إلى الحفاظ على حقوقهم وحرياتهم واجب مضمون
لا تهمله الفطرة السليمة والشريعة السمحاء والقوانين العادلة
وجزء من الحق أن يكون الوطن مصانا كريما عزيزا مقدسا
وجزء من الحرية أن نعيش في بلد مستقل مستقر آمن ومتحضر
وهذا ما يفترض علينا
استبعاد المطالبة بحق يجر إلى خسارة حق آخر
والسعي نحو حرية تنتج تدمير حريات أخرى
دون نظر إلى العواقب وتقدير للأولويات

وهناك من يرى أنه مظلوم ومضطهد ومنهوب ومسلوب
فينهال على بلاده بالسب والشتم
وإذا عجز عن مغادرتها وهجرانها والقطيعة معها
إنحرف فكره إلى إمكانية صوابية تخريب كل ما يجده أمامه
محاربة لمن يراهم ظالمين جبارين من بني جلدته
حتى يغيظهم ولا يترك لهم من متعة الدنيا شيئا يركنون إليه
وظنا منه أن ذلك سيدفعهم لإخلاء سبيل المستضعفين والفقراء
لتعاد كل الثروات والأملاك والأموال والعقارات لأهلها
ويصل الحد بهذا الفكر إلى درجة الشذوذ عن الولاء للوطن
ومحاولة استجلاب الأغراب والمجهولين والغامضين والمحتلين
بغرض استعانته بهم كي يطرد من خلالهم كل من آذاه ونكل به
وهو هنا قد أثبت فشله وانهزاميته أمام طموحه للتحرر
بأن عق الوطن وباعه للغير
من أجل مكاسب دنيوية
يمكنها أن تستعاد بطريق أصلح
فيصبح طلبه للحرية مكابرة وعنادا وخيانة ولؤما
كمن يعاقب والدته ويجرح مشاعرها ويهينها
تذمرا من واقع مؤسف يعيشه في منزله
أو ردا منه على قسوة قد تصدر منها
ويتناسى كل ما ضحت به من أجله
هل يعقل أن نطهر بيوتنا من الظلم بأن ندخل لها اللصوص مثلا
وأن نحل مشاكلنا بالتقاتل والتلاعن والإقصاء والجشع
وهل من إرضاء لله أن تكون مطالب البشر مطية لتخريب النعم والمواهب الإلهية
وأن ترتفع أطماعنا فوق حسابات الآخرة

الإنسان المؤمن فقط
هو من ينقص من نفسه ليزيد لوطنه

ويكون بذلك خيّرا معمّرا بانيا مصلحا
صابرا مرابطا مضحيا محتسبا
لا عكس ذلك أبدا
.
.
محمد الشفيع 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق