Sans Commentaires

Sans Commentaires

الأحد، 10 أكتوبر 2021

الأمير عبدالقادر


ومما يدعو إلى الأسى والأسف، أن هذه الحادثة يعرضها المؤرخون الأوربيون عرضا مدسوسا لحاجة في نفس يعقوب، وقد سايرهم في هذا الباب بعض كتاب الشرق العربي عفا الله عنهم دون ترو ولا تحفظ. فمن المعلوم أنه لما غزت فرنسا الجزائر في يوليه من سنة 1830 بايعت جهاتها الغربية السلطان مولاي عبد الرحمن، فبعث جلالته ابن عمه مولاي علي خليفة عنه إلى تلمسان، ومعه حامية عسكرية من عبيد البخاري، فتعدى إذ ذاك الأسطول الفرنسي لقذف ثغري طنجة والصويرة محاولا منع المغاربة من التدخل في حرب الجزائر، فاضطر السلطان مولاي عبد الرحمن إلى استرجاع خليفته، وسحب جنوده إلى غربي نهر تافنا، فانتصب الأمير عبد القادر الجزائري إلى محاربة الفرنسيين فأذاقهم الأمرين، ولكنه اضطر في الأخير إلى الالتجاء للمغرب بعد أن ساقت فرنسا الجيوش العظيمة، وإثر ذلك مد الفرنسيون أيديهم إلى التراب المغربي، فلما بلغ السلطان مولاي عبد الرحمن تعديهم حدود بلاده اشتد به الغضب، وجهز جيشا عظيما أسند أمر قيادته إلى ابنه سيدي محمد، وسار هذا الجيش حتى نزل بإيسلي، وهناك دارت في شهر أغسطس سنة 1844 معركة عظيمة بين القوات الفرنسية المسلحة خير تسليح وبين الجيش المغربي الذي كان لا يملك إذ ذاك من المدافع إلا القليل، فدارت الدائرة عليه فاضطر المغرب إلى عقد الصلح مع فرنسا.

هذا ما سجله التاريخ الصادق، ولكن بعض مؤرخي الشرق العربي ينسون كل هذا وينقلون حرفيا ما قاله المؤرخون الأوربيون عنها.
يقول جرجي زيدان: (وأخيرا تمكنت فرنسا من إغراء سلطان مراكش بمحاربة الأمير عبد القادر الجزائري فجرت بينهما معارك حامية كان النصر فيها حليفه حتى سنة 1847، ثم آثر التسليم لفرنسا.)، وقال الأستاذ حبيب جاماتي: فتعبت فرنسا من الأمير عبد القادر الجزائري وهو لم يتعب فأبدلت قائد الحملة وبعثت القائد القديم الجنرال بوجو ومعه الجيوش المجيشة، ولم تكتف بذلك بل أغرت سلطان مراكش على معاضدتها.
وفي أواخر سنة 1847 علم بقدوم المراكشيين، وكانوا يزيدون على خمسين ألفا، فخاف الأمير عبد القدر على رجاله وإن يكن لم يعرف الخوف قبلا فعادت إليه نخوته، فهجم ليلا بذلك الجيش القليل وفرق شمل المراكشيين، ثم عادوا فاجتمعوا ثانية، وهاجموه فطاردهم وظهر عليهم، ولكنه خسر جانبا من رجاله، فرأى الانسحاب أفضل له.
ولم يعرض الكاتبان للرواية المغربية.
وأما أمير البيان المرحوم شكيب أرسلان فروى الروايات الأوربية والمغربية إذ قال: (فلما سقط أكثر حصون الأمير عبد القادر الجزائري فر إلى المغرب وسعى في حمل سلطان المغرب على إصلاء الفرنسيين الحرب فكانت بين جيش المغرب والجيش الفرنساوي واقعة إيسلي 12 أغسطس 1844. ولما كان المغاربة لا يملكون من آلات القتال ما يملكه الفرنسيس انتصر الجنرال بوجو على الجيش المغربي، وكانت بوارج فرنسا ضربت بالمدافع ثغري طنجة ومغادور، فضيقت فرنسا على سلطنة المغرب من البر والبحر، وأجبرت السلطان مولاي عبد الرحمن صاحب الغرب على عقد الصلح 10 أيلول 1844 بالشروط التي تريدها، وأولها منع عبد القادر من تجاوز حدود الجزائر، فلبث هذا نحو سنتين متربصا منتظرا غرة من العدو ليهتبلها، فلما لاحت له في ثورة سنة 1844 انقض على بلاد الجزائر ثانية وأوجف في الغارة حتى بلغ بلاد البربر المسماة  عند الفرنسيس كابيلي وأعاد الأمر كما بدأ، إلا أن قوة عبد القادر كانت هذه النوبة تناقصت، وقدم الفرنسيس في الجزائر قد رسخت فلم تستمر غارته، وأحاطت به الجيوش من كل جهة، فأسرع الأوبة إلى الحدود المراكشية، فعادت فرنسا تتقاضى مولاي عبد الرحمن تسليمه، وما زالت تلح في ذلك حتى ساق عليه السلطان قوة عظيمة، فلما رأى نفسه بين نارين، وأن إخوانه المسلمين قد صاروا عليه إلبا مع الفرنسيس، اشتد به الغضب، وسلم نفسه إلى الفرنسيس على يد الجنرال (لاموريسبار) 23 كانون الأول 1847، ووقع الاتفاق على أن يخرج بعائلته من الجزائر ذاهبا إلى الإسكندرية أو عكا، وعلى رواية أخرى يزيد قائلا - وهي التي مال [إليها] صاحب تاريخ الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى -: لما يئس الأمير عبد القادر من الفوز على الفرنسيس بقوته الخاصة حدثته نفسه بقلب سلطنة المغرب والجلوس على عرش فاس، فأوجس السلطان عبد الرحمن خفية من دسائسه، وأرسل تلك القوة لمطاردته ودحض شوكته قبل أن يستعصى أمره. ولذلك صاحب الاستقصا، بعد أن أثنى أولا على جهاده وعلو همته، عاد فرماه أخيرا بسوء النية والفساد في الأرض، وهو في كلتا الحالتين لم يلقبه بالأمير بل بالحاج عبد القادر بن محي الدين).
أما بعد، فقد عرضت ما قاله مؤرخون شرقيون في هذا الموضوع، وإني لأهيب بمؤرخينا المغاربة أن يجلوا هذه الحادثة العظيمة ويكشفوا أسرارها حتى ينجلي الحق ويظهر الصواب، إذ لا يخفى أن المغرب أمد الأمير عبد القادر الجزائري بالأموال والقوات والخيل والسلاح، وعمل كل ما في وسعه إذ ذاك لمساعدة إخوانه الجزائريين، فأصيب من جراء ذلك في ثغره وجيشه وسمعته العسكرية، مما اضطره إلى قبول  شروط الصلح التي أملاها عليه الفرنسيون إملاء، وكان فيها خير له وللجزائر، إذ لو سقط المغرب في ذلك الوقت في قبضة الاستعمار، وصار مستعمرة كالجزائر، لتأخر تحرير إفريقيا الشمالية بعض الأعوام، ولما وجد الجزائريون النافذتين اللتين يتنفسون منهما الآن وهما تونس والمغرب، (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ؛ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ؛ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 216]، صدق الله العظيم.
 


الاثنين، 22 أبريل 2019

من يحاول شراء الأقلام بالترغيب أو التهديد ؟

خير الكلام ماقل ودل:
مايحصل حاليا خصوص في الآونة الأخيرة هو التدييق وخنق القلم و العودة بحرية التعبير للوراء!
من المستفيد ؟
من هذا الجاهل الذي يضن أن الورد يأكل او كما يقال بالدارجة المغربية : " الحمار اش كايعرف في سكينجبير".
من له مجاله الذي شب وشاب عليه ان يستقر فيه وان يبتعد عن المجال الذي يجهله !
للحديث بقية ./..
 
 
 
 

الجمعة، 1 يونيو 2018

مقاطعة الانتخابات

"مقاطعة الانتخابات" ..!
تأكدو أن من سيتبنى هذا الشعار هم :
- من يتبعون أي موجة بدون تفكير
- و المحرك الأساسي لها وهم الطابور الخامس للحزب الذي يتوفر على قاعدة جماهيرية كبيرة لكي يتسنى لهم الفوز بالمقاعد بأريحية مع تحالفات خلف الكواليس للحزب الأقل منه ""قاعدة جماهيرية"".!
حيت أن الأغلبية الصامتة لو استيقظت من سباتها ستخلق المفاجئة!!!!!..
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10216565964401700&id=1236520819
..... للحديث بقية ./..
-------------
لازلنا على العهد:
#محافظون_على_المقاطعة
#مقاطعون
#خليه_يريب
#خليه_يعوم


الأغلبية الصامتة

"الأغلبية الصامتة "
هي المسؤول الأول على الانحطاط السياسي .
بحيث تركت المجال للأحزاب تستفيد من سكوتها وصمتها؛
بحيث الحزب الذي له قاعدة جماهيرية كبيرة هو من يفوز حتى وإن كانت هاته القاعدة لا تمثل سوى عشر من نسبة الأغلبية الصامتة .... وبالتالي عليها تحمل المسؤولية الكاملة لما نشاهده في حياتنا اليومية !
ولا ننسى الطابور الخامس لكل حزب الذي يتبنى مبدأ المقاطعة الانتخابية عند كل استقاقات لكي يستفيد الحزب من خلال قاعدته الانتخابية الفوز 🤔.

فلماذا لا تتبنى تلك القاعدة المتحزبة المقاطعة 🤔.
أليس الاحزاب و المجتمع المدني له الزامية التوعية و تحمل مسؤولية توعية الشباب و الوصول للأغلبية الصامتة عبر برامج مقننة لمحاربة العزوف الذي أصبح يتكاثر مثل السرطان في جسم المجتع !.
ألم يحن الوقت لمجلس الشيوخ ان يترك المجال للشباب لحمل المشعل ؟
!.
...... للحديث بقية./.
---------------------
#مقاطعون
#خليه_يربي
#خليه_يعوم


أيتها "الأحزاب" .. ناقوس الخطر

أيتها "الأحزاب" .. ناقوس الخطر ... ألم تسمعوا دقاته و رنينه أليس لكم أدان .. أم رؤوسكم تحت التراب 🤔!!؟
سبق ان قلت : شعب الأمس ليس هو شعب اليوم .. ومواطن الأمس ليس هو مواطن اليوم !.
اين انتم من هذه المعادلة ؟
على الأحزاب وأقول الأحزاب الحقيقية التي هي من الشعب وإلا الشعب ! الأحزاب التي أسست بدماء المقاومين و الفدائيين ..
- كفاكم سباتاً قبل ان تصيبكم لعنتهم ! لعنة من ضحى من أجل اليوم و الغد !.
- استيقظوا يرحمكم الله ؛ رمِّمُوا جدرانكم ابنوا أسس صلبة لا يهدمها الزمن !
- شبيبوا مكاتبكم
- قدموا لنا وجوه جديدة نستبشر بها خيراً ...!
- انشؤوا خلية اليقظة فالمستقبل مليء بالمفاجئات!
- انشؤوا خلية إدارة الأزمة .. لم نعد نرى سوى الأزمات!!
.... للكلام بقية ../.
-----------------
على العهد مستمرون:
#محافظون_على_المقاطعة
#مقاطعون
#خليه_يريب
#خليه_يعوم


ماذا تنتظرون من النخب السياسية التي تلهث وراء الكراسي ؟

ماذا تنتظرون من النخب السياسية التي تلهث وراء الكراسي ؟
أتنتظرون الإصلاح .. << في المشمش !>>
إن تم الإصلاح فلن يجدوا ما يساومون و يقايضون به !!! أنت أيها المواطن أنت أيها الشعب (....) واش فهمتي ولا لا !
#الحرباء_و_الكرسي
#عبدالعزيز_المغربي
---------------------------------
الحقائق الضائعة : مقالي سيصدم الجميع...ملكا وشعبا وخدأم الدولة...فلا تلومني بل لوموا أنفسكم فهذه حقيقتكم...
إدارة مواقع المملكة المغربية
الرباط في 16 غشت 2016م.
الحمد لله وحده،والصلاة والسلام والسلام على مولانا رسول الله واله وصحبه.
الكل يطالب بالإصلاح،حتى أصبحت موضة في هذا البلد السعيد،بلد كل شيء فيه جائز ،بلد قد تطير فيه العنزة،وتخرج الذابة تحدث الناس...ولا تستغرب إن قالوا بأن حتى ديننا له خصوصياته ولديمقرطيتنا خصوصياتها...لذلك فلا يصلح لمعرفة مرضنا إلا أطباؤنا ولا يستطيع معرفة لصوصنا إلا أمننا ولا يستطيع أن يحكمنا إلا واحد منا...خبر خصوصياتنا !!!
وهنا اذكر أنني كنت اجالس نخبا من سياسيين،واساتدة جامعيين...واعلاميين ومثقفين...وكنت اناقشهم في كل شيء حتى في الملكية،فتكويني العالي يمكنني من إقناع الخصوم والمعارضين مهما كان مستواهم...كانوا في غالبيتهم يعارضون النظام الملكي والمحيط والسلطة...منهم من يرى ضرورة قيام الملك باصلاحات وبعضهم كان يتحدى ويرى الحل في قيام جمهورية...طبعا كنت أحاول إقناعهم أن تركيبة الشعب المغربي المكون من يهود،أمازيغ،عرب،حسانيون...واندلسيون واحزاب واطياف لا يمكن أن يوحدها إلا الملك،وملك يسود ويحكم يعني ملكية دستورية حتي يستطيع الملك حماية شعبه من انقلاب أو سيطرت اي حزب...وفي الاخير نتغق على ضرورة الملكية،وأن على الملك أن يقوم باصلاحات قوية في كل الميادين بداية بمحاربة الفساد ورموزه...لكن ذات مرة كانت صدمتي كبيرة،عندما واجهني مسؤول استخباراتي بحقيقة صادمة وهي أن كل جلساتي كانت مراقبة ومسجلة...وصدمتي كانت أكبر حينما علمت أن أشرس المعارضين للنظام ،و المطالبين بالإصلاح من نخب مثقفة واساتدة جامعين وأطر عليا كلهم على صلة بأجهزة الاستخبارات وأن ما يقومون به من جهة يساعد على امتصاص غضب الشعب وجس نبض الشارع...وكلهم يسعون لإرضاء المخزن لأنهم يبحثون على ضمان مراكز أفضل وامتيازات...
أجل الكل يسعى لنيل الحظوة،فبالله عليكم وأقولها صادقا ألا يستحق خدام الدولة الذين استطاعوا ترويض وضمان ولاء النخب وقاموا بتوزيع أدوارها حتى أصبحت الآن ثمتل الشعب في المجتمع المدني والإعلام والأحزاب السياسية يساريين واسلاميين...فعن آي إصلاح نتحدث ونحن وسط أناس يسعون للامتيازات ولا يرغبون،في أن يرون غيرهم في الساحة،أناس يشحنون الأطفال في المدارس ،والشباب في الجامعات ومقرات الأحزاب والجرائد الصفراء...لكن يدرسون أبناءهم ويعلمونهم أحسن تعليم في المدارس الخصوصية والبعثات الأجنبية لأنهم يريدون لأبنائهم أرقى المناصب في الدولة...أما أبناء الشعب فمشروع للثورة المزعومة يهددون به الحاكم،وناخبين يصوتون لصالحهم في انتخابات منهم من يعرف نتيجتها مسبقا...وبنات الشعب خادمات في بيوتهم أو تجلب المتعة لهم و لأبنائهم...هذه حقيقة نخبنا الصادمة...
فبالله عليكم ،أذكر مرة قال لي ضابط استخبارات صغير لو تركتموني أعمل وحدي،أستطيع أن اضمن لكم أمن مدينة لوحدي...وعندما استوضحت الامر وجدت أنه ييستطيع ذلك ببساطة لأن جل النخب يطلعونه على كل المستجدات و بتلقائية...
وحتى لا نذهب بعيدا،عندما أسس فؤاد عالي الهمة،حركة لكل الديمقراطيين ألم يسارع للالتحاق بها "اشرس" معارضي النظام ومعتقلين سابقين في سنوات الرصاص...ومثقفين واعلاميين بل من كل مكونات المجتمع المغربي...والله لو كان المرحوم المهدي المنجرة عالم المستقبليات هو من أسس هذه الحركة،لتركوه وحيدا...فليس اقتناعا بفكرة أو مشروع سياسي،ولكن تقربا من شخص فؤاد عالي الهمة وتقرب من خلاله للنظام...
فإذا كانت النخب "أقصد أشباه الرجال" هم من يسيطر ويمثل الشعب محليا واقليميا وجهويا ووطنية و في مختلف المجالات السياسية والإعلامية ومثقفين...هذا حالهم فأي صوت تريدون أن يصل الملك...
ألم تكشف وثائق على أن زعماء من ثيارات اسلامية ويسارية...بمختلف تلاوينها على علاقة بأجهزة الاستخبارات...
كان الله في عون الملك ، وفي صدمته الكبرى في نخب استفادة من مديونيات ومقالع رمال و أوسمة...وهي في جلها لا تستحق حتى تقبيل حداء الملك...لكن كان هذا إرث ثقيل ورثه الملك...فرحم الله إدريس البصري،كان يعشق المتاجرة في البهائم، لكن لم يستطيع لظروف عمله كوزير للداخلية فأصبح يتاجر في سوق النخب المزيفة...
أيها الشعب المغربي العظيم ، إن أكبر احتقار يحتقرك الأحزاب وبيادقتهم..."ونويخباتنا" أقصد نخبنا أشباه الرجال...هو عندما يتكلمون عن الاصلاح او عندما ينتقدون النظام...فعندما يتكلمون عن الإصلاح، فعن إصلاح أوضاعهم...وحينما يعارضون النظام فلكتابة تقرير عنك او لجس النبض...
أيها الشعب المغربي العظيم، كن أنت صوت الحق فالملك قريب منك،ويتابع كل صغيرة وكبيرة...وأنني وإذ قمت الآن بفضح وحرق أوراق نخبنا المزيفة،فذلك لأن وقتها إنتهى، والملك عندما طلب منك أيها الشعب المغربي العظيم،في خطاب العرش بفضح الفساد فذلك لأنه أصبح يباشر الأمور بنفسه...فضع ثقتك في ملكك...
كما أن لنا أخوة خبرتهم عن قرب وعرفت أنهم يقدرون هذا الشعب كثيرا بل هم من أبناء هذا الشعب،وشخصيا وقد خبرت. دواليب الدولة ورجالها لأكثر من 25سنة ولازلت في خدمة ملكي ووطني،لكن غيرتي أكبر من أن اسكت عن الظلم ،وما خروجي للكتابة وللعلن إلا معنى واحد،أن الملك يحب أن يتواصل المخلصين من خدام العرش مع المخلصين من شعبه وهدفنا واحد...الإصلاح تحت قيادة أمير المؤمنين وقائدنا الأعلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده، لذلك اطمئن أيها الشعب فوالله إن عزيمة اخينا فؤاد عالي الهمة مستشار جلالة الملك، واخينا محمد رشدي الشرايبي مدير ديوان جلالة الملك...واخينا منير الماجيدي مدير الكتابة الخاصة لجلالة الملك...رجال ذووا حس وطني وغيرة كبيرة على الصالح العام...ولهم ذراية وخبرة ميدانية وتواصل يومي مع الشارع...بقيادة جلالة الملك طبعا،يعدون برامج وخطط للنهوض بهذا البلد،ومحاربة الفساد ...طبعا لن يثم هذا الهذف إلا بمساهمتك أيها الشعب المغربي العظيم، بالمساهمة الكثيفة في الانتخابات لأن هناك ذوما شخص سيفوز و عزوفك يضرك ،فعلى الأقل ساهم في اختيار الأصلح وإن لم تستطيع فالاقل سوءا...أما عزوفك فسيعطي الفرصة لمن لا يستحق...
أيها الشعب المغربي العظيم، لا تساهم في الفساد ،وتقول بعد ذلك إن هذا منكر...الساكت عن الحق شيطان أخرس، شخصيا أستغرب و أنا أتصفح العديد من المواقع والجرائد الإلكترونية أجد أن بعض الإخوة جزاهم الله خيرا يعتقدون أنه بمجرد أن يقول عاش الملك فقد دافع عن القضايا الوطنية،؟وعبر عن إخلاصه ووطنيته...كلا إن حب الملك يتجسد كما قال جلالته في خطاب العرش المجيد ليومه 30/07/2016م في فضح الفساد والمفسدين ومساعدة الدولة على كشف الحقيقة،حتى يكون أي مسؤول أمام مواطنين مجندين حقا في خدمة وطنهم وملكهم،بما أوتوا من قوة وإمكانات مهما كانت بسيطة مصداقا لقول جدي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام؛من رأى منكم منكرا فليغيره بيده،فإن لم يستطيع فبلسانه فإن لم يستطيع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان...فالسلطان يغير المنكر بيده وكل ذي سلطة،والعلماء بلسانهم...أما الآن فحتى المواطن البسيط يمتلك حسابا على أحد مواقع التواصل الإجتماعي يمكنه من خلاله فضح الفساد والمفسدين...وهذه رغبة وإرادة أمير المؤمنين ملك البلاد الملك محمد السادس نصره الله وايده وقد قلدنا أمير المؤمنين أمام الله واناط بنا وبكل فرض من شعبه مهمة فضح الفساد والمفسدين...أيها الشعب المغربي العظيم ندعوكم من الآن للتجند في خدمة وطنكم وملككم بصدق وأمانة لأن الملك يسهر ليل نهار في الدفاع عن مصالحك أيها الشعب المغربي العظيم...لذلك ندعوكم جميعا لوضع اليد في اليد وايدينا جميعا في يد ملك البلاد لما فيه خير ومصلحة الأمة...
أيها الشعب المغربي العظيم، إن المؤامرات تزداد والأعداء يتربصون بنا من كل جانب من داخل المغرب وخارجه،فندعوكم لمزيد من الحيطة واليقظة فالوطن محتاج لكم جميعا...
أيها الشعب المغربي العظيم، إننا ندعوكم للتجند بجانبنا ولو بإعادة نشر مقالاتنا على مواقعكم وصدر صفحاتكم وستكونون بذلك قد قدمتم اكبر خدمة لوطنكم وعبرتم عن اخلاصكم لملككم ...
"إن أريد ألا الإصلاح ما استطعت ،؟وما توفيقي إلا بالله، ؟عليه توكلت وهو رب العرش العظيم"
والسلام عليكم ورحمة آلله تعالى وبركاته.
إدارة مواقع المملكة المغربية
خديم الأعتاب الشريفة
إمضاء :
الشريف مولاي عبد الله بوسكروي

السبت، 31 مارس 2018

اللحظات الأولى في الجنة

اللحظات الاولى في الجنة ستكون مبهرة جدا
حين نرى الأنهار والقصور و الثمار والخيام والذهب واللؤلؤ والحرير✨
حين نلتقي بأحبة ماتوا منذ زمن وغابوا عن أعيننا
حين يلتقي الابن البار بأمّه، والشيخ الفان بابنته
والوالدان بإبنهما الذي مات صغيرا وودع لهما الحياة
حين نرى المريض شُفي، و المهموم سُعد، والشيخ عاد شاباً،  والعجوز رجعت فاتنة، حين نلتقي بالانبياء ونسلم على الصحابة ونتعرف على علماء الامة ونشاهد مجاهديها ونرى شهداءها و نبصر الملائكة بأعيننا رأي العين
ويقال لنا هذا ابو بكر،  والقادم هناك عمر،  والجالس تحت الشجرة هو ابن الوليد،  ونسمع صوتا عذبا فيهلل الجميع
هذا نبي الله داود و يتبعه صوت فيقال بلال يؤذن اذن سنري النبي عليه السلام الان!  حين نرى أصحاب الأخدود وأهل الكهف وأصحاب السفينة ومؤمن آل فرعون ومؤمن أصحاب القرية ويقبل ذو القرنين ويروي لنا أبو هريرة ويفسر لنا ابن عباس ويقرأ علينا ابن مسعود..
حين نرى الله كرؤية البدر ليس بيننا و بينه حجاب💖
كيف ستكون أول لحظة وأول ليلة وأول صباح في الجنة وقد انتهى العمل والتكليف وفرغ الناس من الحساب و اختفت الهالات السوداء و غادرنا عالم النفاق و الشرور والحروب والكراهية واختفاء الشيب ووهن العظم وضيق الصدر والأدوية والأجهزة والمهدئات
كيف ستكون لحظة رؤية الله سبحانه وتعالى وهو يقول:
(قد رضيت عليكم فلا أسخط عليكم أبدا)
إن الجنة تستحق فعلاً،  فاللهم انا نسالك الجنة
(الا إن سلعة الله غالية الا إن سلعة الله هي الجنة).🌴🌿
منقول.

الأحد، 11 سبتمبر 2016

المثقفون والسلطة: حوار بين ميشيل فوكو و جيل دولوز.

– المثقفون والسلطة: حوار بين ميشيل فوكو و جيل دولوز.

فوكو: قال لي أحد المأويين, افهم جيدا لماذا سارتر يناضل معنا، ولماذا يمارس السياسة وبأي معنى واتجاه يقوم بذلك، وأنت إلى حد ما، افهم ذلك قليلاً لأنك طرحت دائما مشكلة الحجز. ولكني يا دولوز لا افهم ذلك. حقيقة, هذا السؤال فاجأني كثيرا، لان الأمر بالنسبة لي جداً واضح.

دولوز: لأنه ربما بدأنا نعيش بطريقة جديدة علاقات النظرية والممارسة. كنا مرة نعتقد أو نرى وندرك الممارسة بوصفها تطبيق للنظرية، بوصفها نتيجة، ومرة على العكس كمقدمة للنظرية، أو بوصفها هي ذاتها مبدعة لشكل من النظرية القادمة. كنا، بشكل عام ندرك علاقتهما في شكل من العملية الكلية أو من الصيرورة الشاملة، بمعنى أو بآخر. ربما بالنسبة لنا، فان المسالة أصبحت مطروحة بشكل مغاير. علاقات النظرية ـ الممارسة هي علاقات مجزأة ومقسمة اكثر. من جهة، إن النظرية هي دائما نظرية محلية، متعلقة بميدان محدد، ويمكن أن يكون لها تطبيق في ميدان آخر، بعيدا نسبيا. العلاقة مع التطبيق ليست أبدا علاقة تشابه. ومن جهة أخرى، فانه ما تباشر عملها في ميدانها الخاص، فإنها تواجه مجموعة من العقبات، من الجدران، من الصدمات التي تجعل من الضروري أن يتم رفعها بنوع ونمط آخر من الخطاب “هذا النوع الآخر هو الذي يؤدي بالفعل إلى ميدان مغاير أو مختلف”. الممارسة مجموعة من البدائل أو التنأوبات(3) لمسالة نظرية أو أخرى، والنظرية هي كذلك نوع من التنأوب بين ممارسة وممارسة أخرى. لا يمكن لأية نظرية أن تتطور أو تنمو من دون أن تواجه أو تقابل نوعا من الجدار أو العقبة، وعلى الممارسة خرق أو شق الجدار أو تجأوز العقبة. مثلا، أنت بدأت بتحليلات نظرية للعزل، كالعزل النفسي في القرن التاسع عشر في المجتمع الرأسمالي. ثم توصلت إلى ضرورة أن الأشخاص المعزولين عليهم أن يتحدثوا بأنفسهم، أن يعملوا منأوبة أو يقوموا بمنأوبة ” أو بالعكس أنت الذي كنت منأوبا لهم” وهؤلاء الأشخاص يوجدون في السجن، انهم في السجن. وعندما نظمت فريق الاستعلامات عن السجون(4)، كان يقوم على قاعدة، وهي إقامة الشروط أو الظروف التي تمكن السجناء أنفسهم من التحدث عن أنفسهم. وسيكون من الخطأ، كما يريد أن يقول المأوي، بانك انتقلت إلى الممارسة لتطبق نظرياتك. ليس هنالك لا تطبيق ولا مشروع إصلاح ولا بحث بالمعنى التقليدي. هنالك شيء مغاير تماما أو كلية: هنالك نظام من التنأويات في أجزاء وأقسام متعددة من النظرية والممارسة على السواء. بالنسبة لنا، لقد كف المنظر، أن يكون موضوعا أو وعيا ممثلا أو تمثيليا. والذين يناضلون ويتحركون ويمارسون أو يعملون لم يعودوا ممثلين، لان الحزب والنقابة هي التي تدعي بدورها أنها تمثل وعيهم. من يتحدث أو يتكلم ومن يفعل أو يتحرك ومن يعمل ؟ انه دائما تعدد وكثرة، حتى داخل الشخص الذي يتحدث أو يفعل. نحن كلنا أفواج أو فرق التدخل أو فرق التصادم والصدام. ليس هنالك تمثيل، ليس هنالك إلا الفعل، إلا فعل النظرية، فعل الممارسة في علاقات من التنأويات أو الشبكات.

فوكو: يبدو لي أن تأسيس المثقف كان تقليديا يبدأ من شيئين: وضعيته أو موقعه في المجتمع البورجوازي، في نظام الإنتاج الرأسمالي، في الأيديولوجية التي ينتجها أو يفرضها “أن يكون مستغلا، بائسا، مرفوضا، ملعونا، متهم بالبلبلة ، باللاخلاقية ..الخ” وخطابه الذي يفصح عن بعض الحقائق ويكتشف علاقات سياسية غير مدركة. هذان الشكلان من التسييس ليسا غريبين الواحد عن الآخر، ولكن لا يلتقيان بالقوة. لقد كان هنالك نوع من المثقف”الملعون أو المرفوض” ونوع من المثقف “الاشتراكي”. هذان الشكلان يتداخلان ويختلطان بسهولة ويسر في بعض الأوقات والفترات والحالات من ردود الفعل العنيفة من قبل السلطة، مثل ما حدث بعد سنة 1848 و بعد كومونة باريس و بعد 1940: حيث اصبح المثقف مرفوضا ومضطهدا في الوقت الذي ظهرت فيه “الأشياء” في “حقيقتها”في اللحظة أو في الوقت الذي لا يجب فيه القول، إن الملك كان عاريا. المثقف كان يقول الحقيقة للذين لم يكونوا يرونها وباسم الذين لا يستطيعون قولها انه: الوعي والفصاحة.والحال فان ما اكتشفه المثقفون منذ الحالة الجديدة (5)، أو منذ فترة، هو أن الجماهير لم تعد في حاجة إليهم، لتعرف، لان الجماهير تعرف تماما، و بوضوح، وحتى افضل منهم، وتقول ذلك بقوة. ولكنه يوجد نظام من السلطة يعيق ويمنع ويعرقل هذا الخطاب وهذه المعرفة. سلطة ليست فقط في الهيئات العليا للرقابة ولكنه في شبكة المجتمع بشكل عميق وحاذق ودقيق.و المثقفون أنفسهم يشكلون جزءا من نظام هذه السلطة. و دور المثقف ليس أن يتموقع “هناك إلى الأمام قليلا أو إلى الجانب شيئا ما” من اجل أن يقول الحقيقة الخرساء، عليه بالأحرى أن يصارع ويناضل ضد أشكال السلطة حيث يكون، في نفس الوقت، موضوعا وأداة: في نظام “المعرفة” و “الحقيقة ” في “الوعي” و في “الخطاب” . بهذا المعنى فان النظرية لا تعبر عن شيء، ولا تترجم شيئا، ولا تمارس تطبيقا معينا، إنها ممارسة. ولكنها ممارسة محلية وجهوية، وكما تقول: ليست كلية . الصراع أو النضال ضد السلطة، النضال من اجل إظهارها، هنالك حيث لا ترى و حيث تكون اكثر مكرا ودهاء. صراع ليس من اجل “استرجاع الوعي “ـ “فمنذ زمن بعيد أو فترة بعيدة لم يعد الوعي بوصفه معرفة مكتسبة من قبل الجماهير وبوصفه موضوعا، من اهتمام البورجوازية”ـ من اجل إسقاط واخذ السلطة، مع، جميع الذين يصارعون من اجلها وليس بمسافة أو عن قرب من اجل توضيحها “النظرية “هي النظام المحلي أو الجهوي لهذا الصراع.

دولوز: هذه هي النظرية بالتدقيق، إنها مثل علبة الأدوات. لا علاقة لها بالدال . يجب أن تستعمل وتوظف، وليست لذاتها. وإذا لم يستعملها أحد ابتداء من المنظر نفسه، الذي لا يصبح بعد ذلك منظرا، أو الذي يتوقف عن أن يكون منظرا، فانه لا قيمة لها أو أن الوقت لم يحن بعد لتوظيفها. نحن لا نعود أو نرجع إلى نظرية، وإنما نقيم نظريات أخرى، لدينا نظريات أخرى سنقيمها أو اننا سنصنع نظريات أخرى. انه لمن الغريب ان يكون كاتبا، مثل بر وست(6)، والذي يظهر كمثقف خالص، هو الذي يقول بوضوح تام: تعاملوا مع كتبي مثل النظرات المصوبة إلى الخارج فإذا لم تساعدكم استعملوا نظرات اخرى، عليكم أن تجدوا بأنفسكم أجهزتكم والتي هي بالقوة أجهزة معركة. النظرية لاتعمم و انما تتعدد و لقد تعددت. إن السلطة هي التي تجري تعميمات، و أنت تقول بالضبط وتدقيقا: النظرية بالضرورة ضد السلطة.[ وما أن تشرع النظرية في العمل في مجال من المجالات إلا وتعمل على التغيير و تكون هنالك حاجة إلى مجال آخر لتغييره.]من اجل هذا، فان مفهوم الإصلاح هو مفهوم غبي وخبيث. فهو اما، قد اعد من قبل أشخاص يزعمون انهم ممثلون، ويقومون بمهنة التحدث والكلام للآخرين، باسم الآخرين، وهذه مهمة السلطة أو من تدابير السلطة، وهو نوع من توزيع السلطة الذي يسند و يدعم و يقوى بقمع واسع. أو انه إصلاح مطلوب، وعند ذلك لم يعد اصلاحا، و انما حركة ثورية و التي هي في عمقها ذات طبيعة مؤقتة، ومصرة على إعادة النظر في السلطة في كليتها ومراتبيتها. ومن البديهي انه في السجون فان اقل وابسط مطلب للسجناء يكفي لاسقاط وانهيار” اصلاح بلوفان الكاذب” (7). واذا توصل الاطفال الصغار، إلى توصيل وتبليغ مطالبهم أو اسماع احتجاجاتهم في الحضانات بل وحتى اسئلتهم، فان ذلك يكفي لاحداث انفجار في كل منظومة التعليم. في الحقيقة فان هذا النظام الذي نعيش فيه، لايستطيع ان يحتمل أي شيء. من هنا هشاشته الجذرية، في كل نقطة ومستوى، وفي نفس الوقت، يوضح ويبين قمعه الشامل. في نظري، لقد كنت أول من علمنا شيئا اساسيا، في كتبك وفي مجال الممارسة انه: دناءة التحدث من اجل الآخرين. اننا نسخر من التمثيل، اننا نقول ان التمثيل قد انتهى، ولكننا لانستنتج من هذه المحادثة “النظرية” بان النظرية تفرض على الاشخاص المعنيين بان يتحدثوا عمليا، على حسابهم.

فوكو: وعندما بدأ السجناء يتحدثون كانوا يملكون نظرية حول السجن وحول العقوبة وحول القضاء أو العدالة. هذا النوع من الخطاب المناهض للسلطة، هذا الخطاب المضاد الذي يحمله السجناء، أو الذين نسميهم بالمنحرفين، هو ما يهم أو ما يدخل في الحسبان، وليس النظرية حول الجنوح. مشكلة السجن هذه مشكلة محلية وهامشية، لأنه لا يسجن في فرنسا اكثر من مائة آلف” 100.000” شخص في السنة. إلا أن هذا المشكل الهامشي يزعزع الناس. لقد فوجئت بالعدد الكبير الذي يهتم بمشكلة السجن والذين لم يكونوا في السجن. وفوجئت بإعداد الناس التي لم تكن معنية بالاستماع إلى خطاب حول السجن وكيف انهم يسمعونه في النهاية وكيف يشرحونه؟ اليس، بشكل عام، نظام العقوبات هو الشكل حيث السلطة كسلطة تظهر، بصورة جلية و واضحة؟ وضع شخص في السجن، الاحتفاظ به في السجن، منعه من الاكل، من التدفئة، منعه من الخروج ومن ممارسة الجنس …الخ هنا بالتاكيد يظهر الطابع الاكثر هذيانا للسلطة الذي يمكن تصوره. كنت أتحدث يوما مع امرأة كانت في السجن وكانت تقول لي : “عندما أفكر أنا صاحبة الأربعين سنة ” كنت معاقبة يوميا بالخبز الحافي الجاف”ما يثير في هذه الحادثة أو القصة ليس فقط سخف ممارسة السلطة، ولكن الوقاحة التي بها تمارس، وفي شكلها الأكثر عتاقة وسخفا وصبيانية. اختصار شخص أو إحالته أو رده وتحويله إلى مجرد الخبز والماء أو الآكل والشرب، وعلى أية حال فانهم يعلموننا هذا ونحن صغار. السجن هو المكان والوسط الوحيد الذي تظهر فيه السلطة في شكلها العاري. في بعدها الأكثر تجاوزا، وتبرر نفسها بوصفها سلطة أخلاقية.” لي الحق في العقوبة بما أنكم تعرفون انه شنيع وممنوع أن تسرق أو أن تقتل …”. هذا ما هو رائع في السجون، لأنه للمرة الأولى السلطة لا تتخفى ولا تتستر ولا تتقنع وانما تظهر بوصفها طغيان شاملا و منتشرا في أدق التفاصيل، طغيانا وقحا، في نفس الوقت، وخاصة انه “مبرر” تماما، مادام يستطيع أن يتشكل داخل اخلاق تؤطر عمله وممارسته. طغيانه البهيمي يظهر بوصفه هيمنة هادئة للخير على الشر والنظام على الفوضى.

دولوز: والعكس صحيح أيضا. ليس فقط السجناء هم وحدهم الذين يعاملون كالأطفال، ولكن الأطفال كذلك يعاملون كالسجناء. الأطفال يخضعون لطفولة ليست لهم. بهذا المعنى فان المدارس شبيهة بالسجون، والمصانع شبيهة اكثر بالسجون. يكفي ان ترى الدخول إلى مصانع “رينو”. أو في أماكن أخرى. ثلاث رخصات لقضاء الحاجة في اليوم. لقد وجدت نصا ” لـجيرمي بنتام”(8) في القرن الثامن عشر والذي يقترح فيه إصلاحا للسجون: وباسم هذا الاصطلاح الأعلى، اقام نظاما دائريا، وقد اصبح هذا السجن المجدد نموذجا، بحيث مررناه، بشكل غير محسوس، إلى المدرسة وإلى الورشة، ومن الورشة إلى السجن وبالعكس. هذا هو جوهر الاصلاحية، والتصوير المصلح. بالعكس عندما بدأ الناس في الحديث والفعل أو الحركة باسمهم، انهم لا يعارضون تمثيلا مقلوبا أو معاكسا لتمثيل آخر، انهم لا يعارضون تمثيلا في مقابل التمثيل الخاطئ للسلطة. على سبيل المثال، أنى أتتذكر انك كنت تقول انه ليس هنالك عدالة شعبية ضد العدالة ، إنها تدور أو تحدث أو تجرى على مستوى آخر.

فوكو: اعتقد انه نتيجة للكره، كان للشعب العدالة والقضاة والمحكمة والسجون ، لا يجب ان تكون لدينا فقط فكرة اخرى عن عدالة افضل، أواكثر عدالة، ولكن يجب ان يكون لنا، أولا وقبل كل شيء، ادراك النقطة الخاصة حيث السلطة تمارس في علاقة وارتباط مع الشعب. الصراع ضد العدالة هو صراع ضد السلطة، ولا اعتقد انه صراع ضد الظلم أو اللاعدل، أو ضد ظلم العدالة، أو من اجل السير الحسن للعدالة. انه لمدعاة إلى الانتباه بانه وفي كل مرة تكون فيه مظاهرات وتمرد وعصيان،تكون المؤسسة القضائية هي المستهدفة، في نفس الوقت وبنفس المستوى مع المؤسسة الضريبية، ثم الجيش وباقي اشكال السلطة. فرضيتي، ولكن ليست اكثر من فرضية ، وهي ان المحاكم الشعبية ، على سبيل المثال في وقت الثورة، كانت وسيلة للبورجوازية الصغيرة المتحالفة مع الجماهير للاستعادة والالتحاق بالحركة المناضلة المصارعة ضد السلطة. ولكي تستعيد وتلتحق اقترحت هذا النظام من المحاكم التي تستعيد وتسترجع أو تستند بالاحرى إلى هذه العدالة التي يمكن ان تكون عادلة و إلى هذا القاضي الذي يمكن ان يصدر حكما عادلا. ان شكل المحكمة ذاته ينتمي إلى ايديولوجية العدالة التي هي ايديولوجية البورجوازية.

دولوز: اذا اخذنا بعين الاعتبار الوضع الحال، فان السلطة لها رؤية شاملة وكلية. اريد ان اقول ان جميع اشكال القمع الحالية، المتعددة، يتم تعميمها بسهولة من وجهة نظر السلطة: القمع العنصري ضد المهاجرين، القمع في المصانع، القمع في التعليم، القمع ضد الشباب بشكل عام. لا يجب البحث فقط عن وحدة هذه الاشكال في رد الفعل لاحداث مايو 68 ، ولكن في استعداد وتنظيم مدبر لمستقبلنا القريب. الراسمالية الفرنسية في حاجة كبيرة إلى “احتياط” في البطالة، لتتخلي عن القناع الليبرالي و الابوي للعمل الكلي أو العمل للجميع. من وجهة النظر هذه تجد وحدتها، في : التقليل من الهجرة، عندما يقال ان نوكل للمهاجرين الاعمال الصعبة والمشينة ـ القمع في المصانع مادام الامر يقتضي اعادة اعطاء للفرنسيين”ذوق” للعمل يكون صعبا اكثر فاكثر ـ النضال ضد الشباب والقمع في التعليم، لان القمع البوليسي هو، وفي اكثر من وقت مضى، قمع ناشط، و لان حاجتنا قليلة للشباب على مستوى سوق العمل. كل انواع الحرف ستصبح تؤدي وظائف بوليسية محددة اكثر فاكثر : اساتذة، محللون نفسانيون، مربون بجميع اشكالهم، الخ. هنالك شيء اعلنت عليه منذ مدة طويلة، وهي عدم قدرتنا على اعادة الانتاج: تقوية أو تعزيز جميع بنيات العزل.اذن ، في مواجهة هذه السياسة الشاملة والعامة للسلطة، نقوم بمقأومات محلية، بنار مضادة ، بدفاعات فاعلة، وفي بعض الاحيان بمقأومات وقائية. اننا لا نعمم ما لا يعمم الا من جانب السلطة. اننا لا نستطيع ان نعمم من جهتنا من جانبنا اذا رممنا اشكال التمثيل المركزي و المراتبي. في المقابل، ما يجب علينا ان نقوم به، هو ان نصل إلى اقامة روابط جانبية ، نظام كامل من الشبكات، قواعد شعبية أو جماهيرية. وهذا ما هو صعب. وعلى اية حال، فان الواقع بالنسبة لنا لا يمر اطلاقا عبر السياسة بالمعنى التقليدي للكفاءة وتوزيع السلطة، وللهيئات التي تسمى هيئات تمثيلية، في البلديات والنقابات. الواقع هو ما يحدث فعليا اليوم في المصانع والمدارس وفي الثكنات والسجون ومراكز الشرطة. انه لجيد ان تتضمن أو ان تحمل الحركة نوعا من المعلومات المغايرة لمعلومات الصحف “ مثل نوع المعلومات التي تقدمها وكالة انباء التحرير”.

فوكو: هذه الصعوبة، وحيرتنا في ايجاد الاشكال المطابقة للنضال، الا تعود ايضا إلى ما نجهله كذلك عن ماهية السلطة ؟ فقبل كل شيء كان يجب انتظار القرن التاسع عشر لنعرف ما هو الاستغلال، ولكن من الممكن اننا لانعرف بعد ما هي السلطة. وماركس وفرويد ربما لا يكفيان لمساعدتنا على معرفة هذا الشيء الغامض جدا، هذا الشيء المريء وغير المريء في نفس الوقت، الحاضر والمستتر، المستثمر في جميع المجالات، والذي نسميه السلطة. نظرية الدولة ، والتحليل التقليدي لاجهزة الدولة لا تستوفي من دون شك مجال ممارسة ووظيفة السلطة. انها المجهول الاكبر في الوقت الحاضر: من يمارس السلطة ؟ واين يمارسها ؟ حاليا، نعرف تقريبا من يستغل، واين يذهب الربح، ومن يتصرف فيه، ويعيد استثماره، … اما السلطة فاننا نعرف بان الحكام ليسوا هم الذين يملكونها. ولكن مفهوم “ الطبقة الحاكمة “ ليست لا واضحة ولا مشكلة ومبنية جيدا. “الهيمنة”، “القيادة”، “الحكم ” ، “فريق الحكم” ، “جهاز الدولة”..الخ، هنالك لعبة من المفاهيم التي تتطلب التحليل. وفي نفس الوقت و بنفس المعنى ، يجب معرفة إلى أي حد تمارس السلطة، باي منأوبة، وإلى اية هيئة، تكون في الغالب ذات مراتبية طفيفة، ومفتشة ومراقبة ومانعة وضاغطة ومرغمة. ففي أي مكان تكون فيه السلطة، السلطة تمارس. لم يتحدث عنها احد ولم يكن حاملها، بالرغم من انها تمارس دائما في اتجاه ما، مع البعض في جانب ومع البعض في اتجاه آخر. لا نعرف من يملكها بالضبط، ولكننا نعرف من لا يملكها. انه بقراءة كتبك “ منذ “نيتشه ” إلى ما أتوقعه واستشعره من “الرأسمالية والفصام Capitalisme et Schizophrénie” “(9) كانت ذات اهمية خاصة بالنسبة لي ، لانه بدا لي انك قد ذهبت بعيدا في طرح هذا المشكل: تحت هذا الموضوع القديم للمعنى والدال والمدلول، الخ و أخيراً مسالة السلطة، ولا تساوي السلطة، وصراعها. كل مقاومة تتطور أو تنمو حول مركز خاص في السلطة. “ من هذه المراكز الصغيرة التي لا تحصى حارس عمارة، مدير سجن، قاضي، مسؤول نقابي، محرر جريدة”. وبتعيين وتحديد المراكز، ورفض الابلاغ عنها والتحدث عنها في الاماكن العمومية، انها مقأومة، لانه ليس هنالك احد على وعي بها بعد، ولكن لان اخذ الكلمة حول الموضوع أو التحدث عن الموضوع، و إرغام الشبكة الإعلامية المؤسساتية، على التسمية، على قول الفعل، على التصريح بالذي قام بالفعل، وماذا فعل، وتعيين الهدف، هو العودة الأولى للسلطة، و الخطوة الأولى لمقاومات أو نضالات أخرى ضد السلطة. إن خطابات مثل تلك الخطابات الخاصة بالمعتقلين أو أطباء السجون، على سبيل المثال، إنها مقاومات و نضالات، لأنها تحجز ولو للحظة سلطة الحديث عن السجن، و لأنها محتكرة فقط من الإدارة ومعاونوها ومساعدوها الاصلاحيون. خطاب المقاومة لا يتعارض مع اللاوعي أو اللاشعور، انه يتعارض مع السري والخفي. هنا يمكن ان تكون اكثر بقليل ولكنها قد تكون اكثر بكثير؟ هنالك سلسلة كاملة من الملابسات فيما يتعلق بـ “الخفي” أو “السري” و”المكبوت” و “ غير المقال” الذي يسمح “ بتحليل نفسي” بسعر هابط أو بقيمة هابطة عما سيكون موضوع المقاومة. من الممكن ان يكون السري اصعب على الكشف من اللاشعور. أن الموضوعين اللذين نلتقي بهما كذلك باستمرار في الماضي : “الكتابة، هي المكبوت” و “ والكتابة لها الحق الكامل في التدمير” يبدو لي انهما تخونان عددا من العمليات التي يجب رفضها بشدة.

دولوز: بالنسبة لهذه المشكلة التي تطرحها : فإننا نرى تماما من يستغل من، ومن يربح، ومن يحكم، لكن السلطة مازالت هذا الشيء الأكثر انتشارا ـ إني اقدم الفرضية التالية: حتى الماركسية أو وخاصة الماركسية أو بالأحرى حتى الماركسية قد حددت المشكلة بمفاهيم المصلحة “السلطة تحكمها طبقة مهيمنة تحدد بمصالحها”. ولكن فجأة نصطدم بهذا السؤال: كيف يحدث وان أناسا ليس لهم مصلحة يتبعون ويرتبطون بشدة بالسلطة، ويستجدون قطعة منها ؟ ربما يكون مفهوم الاستثمار بمعناه الاقتصادي واللاشعوري، أما الربح فليست هي الكلمة الاخيرة، لان هنالك استثمارات الرغبة الذي يشرح أو يفسر أننا نستطيع تلبية رغبتنا، من دون أن نكون ضد مصالحنا، لان المصلحة تتبع دائما الرغبة … يجب القبول بصرخة “رايش Reich “(10) : لا، أن الجماهير لم تخدع، لقد رغبت في الفاشية في لحظة ما؟ هنالك استثمارات الرغبة التي تنمط أو تنمذج السلطة وتنشرها، والتي تجعل من السلطة توجد على مستوى الشرطي والوزير ، وليس هنالك اختلاف مطلق في طبيعة السلطة التي يمارسها الشرطي والسلطة التي يمارسها الوزير. ان طبيعة استثمارات الرغبة على الجسد الاجتماعي هي التي تفسر لماذا هنالك أحزاب ونقابات، التي لها والتي كان يجب ان يكون لها استثمارات ثورية باسم مصالح الطبقة ، يمكن ان يكون لها استثمارات إصلاحية أو رجعية خالصة على مستوى الرغبة.

فوكو: كما تقول، العلاقات بين الرغبة والسلطة والمصلحة أو الربح اكثر تعقيدا مما نتصوره في العادة، ولكن ليس بالضرورة إن الذين يمارسون السلطة لهم مصلحة في ممارستها، وان الذين لا يمارسونها ليس لهم مصلحة فيها، والرغبة في السلطة تلعب بين السلطة والمصلحة لعبة ما تزال جد خاصة. يحدث أن الجماهير، في زمن الفاشية ترغب في أن أحداً يمارس السلطة، يمارس السلطة من دون أن يختلط معها رغم ذلك، مادامت السلطة تمارس عليهم حتى إفنائهم أو موتهم أو حتى التضحية بهم وحتى قتلهم تبقى مع ذلك راغبة في هذه السلطة، وترغب في أن تمارس عليها هذه السلطة. لعبة الرغبة والسلطة والمصلحة مازالت لم تعرف بعد. لقد كان يجب ان يكون هنالك وقت كبير لمعرفة ما هو الاستغلال. والرغبة كانت كذلك مسالة طويلة أو قضية طويلة. ومن الممكن ان يكون الآن النضالات القائمة، و كذلك هذه النظريات المحلية، والجهوية، والانفصالية التي هي في حالة التكون في هذه النضالات التي ترتبط بها بالرغبة، وستكون بداية لاكتشاف الطريقة التي تمارس بها السلطة.

دلوز: إذن سأعود إلى السؤال: الحركة الثورية الحالية لها مواقع متعددة، وليس هذا ضعف أو نقص، بما أن التعميم ينتمي اكثر إلى السلطة وإلى رد الفعل. على سبيل المثال الفيتنام، أنها رد فعل محلي رائع أو مقاومة محلية رائعة. ولكن كيف التعرف على الشبكات و الترابطات العرضية بين هذه النقاط الفاعلة المنفصلة، من بلد إلى آخر أو داخل بلد بعينه؟

فوكو: هذه الانفصالية الجغرافية التي تتحدث عنها تعني ربما هذا: في الوقت الذي نناضل فيه ضد الاستغلال، فان البروليتاريا، ليست هي التي تناضل فقط ولكن هي التي تحدد الأهداف والطرق والأماكن والوسائل، والتحالف مع البروليتاريا يعني الانضمام إلى مواقفها وإلى أيديولوجيتها واعتماد أسباب نضالها أو مبررات نضالها. أي الامتزاج بها والذوبان فيها. ولكن إذا ما كانت المعركة ضد السلطة، فان كل الذين تمارس عليهم السلطة بوصفها تجاوز وكل الذين يعترفون بها كشيء لا يطاق، يمكن أن يناضلوا حيث يوجدون وانطلاقا من نشاطهم “ أو عدم نشاطهم” الخاص. وان يعلنوا عن هذا النضال الذي هو نضالهم، والذي يعرفون تماما اهدافه، ويستطيعون تحديد طرقه، ويدخلون في الصيرورة الثورية. يدخلون بوصفهم بطبيعة الحال حلفاء البروليتاريا، بما ان السلطة التي تمارس كما تمارس أو بالطريقة التي تمارس بها، من اجل الحفاظ على الاستغلال الرأسمالي. إنها تخدم فعليا القضية الثورية البروليتارية عندما تناضل حيث يمارس القهر ضدهم. النساء والمساجين والجنود في الوحدات، والمرضى في المستشفيات، والمثليون ، كلهم قد باشروا في هذا الوقت أو المرحلة أو في هذه اللحظات نضالات خاصة ضد الشكل الخاص للسلطة كالإكراه، والرقابة التي تمارس ضدهم. مثل هذه النضالات في الوقت الحالي تشكل جزءا من الحركة الثورية، بشرط أن تكون راديكالية أو جذرية، ومن دون تسوية أو إصلاح ومن دون محأولة تغيير شكلي للسلطة. وهذه الحركات مرتبطة بالحركة الثورية للبروليتاريا ذاتها في حالة مقاومتها لمختلف أشكال الرقابة والإكراه التي تقوم بها السلطة. بمعنى أن شمولية وعمومية النضال و الصراع لا تكون بالتأكيد في هذا الشكل من الكلية والتعميم الذي تحدثت عنه قبل قليل، هذا التعميم النظري، في شكل “الحقيقة”. ما يجعل من النضال عاما وشاملا وكليا، هو نظام السلطة ذاته، كل أشكال ممارسة وتطبيق السلطة.

دلوز: وعندما لانستطيع ان نصل أو نحقق أو نلمس أي نقطة من التطبيق مهما كانت، من دون ان نكون في مواجهة هذا المجموع المنتشر، فاننا سنكون مجبرين بالاطاحة بالسلطة، انطلاقا من ابسط واصغر المطالب مهما كانت. وكل دفاع أو هجوم ثوري مؤقت ينضم بهذه الصفة إلى النضال العمالي.

ميشيل فوكو و جيل دلوز
في 4 مارس 1972.