Sans Commentaires

Sans Commentaires

الثلاثاء، 12 مارس 2013

هسبريس و الخارجية الأمريكية تكذبان على العرب





مؤخرا شريط وثائقي من إنتاج الخلية الإعلامية لوزارة الخارجية الأمريكية و مدته حوالي الدقيقتين و نصف الدقيقة، و مما يستشف من هذا الشريط أن الإدارة الأمريكية لزالت تحاول تلميع صورتها لدى عموم المواطن العربي، بعدما انكسرت هذه الصورة و خصوصا بعد حماقات البوشين الأب و الابن، فلم يعد النموذج الأمريكي و صورتها التي ترسمها لنفسها كونها المدافع الشرس عن حق الإنسان في الوجود، و القيم الإنسانية و الديمقراطية و التنافس الحر، تغري الكثيرين.

وفي الحقيقة تشكر الإدارة الأمريكية على هذه البادرة لكونها تحاول التقرب أكثر من الرأي العام العربي بوسائل حضارية، غير أن الحقيقة لابد أن تكون موازية لهذه الوسائل و مرادفا لها، و ليس إلباس هذه الوسائل الحضارية ثوب الزيف و قلب الحقائق و الوقائع.



فالملاحظ في هذا الشريط هو تقديمه لعدة حقائق لا يمكن تجاهلها و لا يمكن البتة تكذيبها، فكلها حقائق أقل المتتبعين لشأن العالمي يعرفها و يعلمها جيدا، لكن ما أغفله هذا الشريط هي ما يوجد في خلفية الصورة، فمثلا من هي تلك الشركات التي تستخرج هذا النفط في بلاد بني العرب، و كم النسبة التي يأخذونها جراء هذا العمل، و كم مدة تلك العقود التي تستغل بموجبها هته الشركات تلك الآبار، و الأهم من هذا و ذاك ما جنسية تلك الشركات و من يدافع عن مصالحها لدى تلك الحكومات.
و بالمناسبة لم يمر الكثير من الوقت و غالب الظن الأسبوع المنصرم، كنت أشاهد بعض البرامج الوثائقية، و جذبني برنامج وثائقي معنون ب "سر الأخوات السبع"، و يتحدث هذا الشريط عن سبع مؤسسات نفطية عالمية تتحكم في حكومات و رؤساء و مؤسسات عالمية، و تدير كل تلك الإدارات العالمية، للدفاع عن مصالحها و حقها الحصري في امتلاك الثروة النفطية أينما وجدت.
و هذه الشركات هي: ستاندرد أويل أوف نيو جيرسي ورويال داتش شل، شركة النفط الأنجلو فارسية، ستاندرد أويل أوف نيويورك، ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا، نفط الخليج وتكساكو، و غالبية هته الشركات أمريكية إذ تشكل أكثر من النصف، و هته الشركات هي التي تسيدت العالم مند إنتهاء الحرب العالمية الثانية إلى حدود سنة 1970 ، إذ أخذت المبادرة الحكومات بإنشاء منظمة "الأوبك" و ظهرت أخوات سبع أخريات غير أنهم يعوزهم التأطير الذي كان للأخوات السبع القدامى وذالك راجع لخلافات سياسية و حكومية، لكن بفطنة هته الشركات تمكنت من أن تندمج في أربع كيانات اعتبارا من 2005 ، وهي اكسون موبيل ExxonMobil وشيفرون Chevron ورويال داتش شل Royal Dutch Shell وبريتيش بتروليوم (بي بي) BP ، والآن أعضاء في مجموعة "الرواد العظام" أو سوبرميجورز (supermajors )، و تتحكم الآن في 10% من الإنتاج النفطي بالعالم.
ثم نأتي صديقتنا هسبريس التي نشرت هذا الفيديو، و الحقيقة أن لها أن تصنع في خطها التحرير ما تشاء، و لكن دعونا نستوضح بعض الأمور هل يمكن لرئاسة تحرير أول جريدة إلكترونية في المغرب، أن تفوتها هذه الحقائق و أن تجازف بمصداقيتها أمام قرائها بدون أي ثمن، و تمرر دعاية مجانية للحكومة الأمريكية، لا أظن، و هنا دعونا نرجع إلى صيف العام الماضي و الذي حصلت فيه الجريدة الإلكترونية على حوار حصري مع سفير الولايات المتحدة الأمريكية، هذا الحوار الذي تتدافع كبريات الجرائد الوطنية الورقية قبل الإلكترونية للحصول عليه، يبدو و الله و أعلم أن هذا بذاك، أو كما يقال " هاك و أرا ما فيها حزارة".
أما وزارة الخارجية الأمريكية و التي تربطها بدولتنا شراكة إستراتيجية مهمة، و التي تعتبر حليف و داعم مهمة جدا لبلادنا، فنحن نتفهم هواجسها و حقها في الدفاع و تلميع صورتها، و لكن و بمبدأ ما خاب من أستشار، و لأن النصيحة دائما تنفع من يسمع لها، فلابد أن تراعي منسوب الوعي و الفهم لدى المواطن العربي، و تحاوره من منطلق المصالح المشتركة و العيش المشترك، فلا عيب أن يكون للولاية المتحدة مصالح عندنا، كما لا عيب أن يكون لنا مصالح عندها، و لكن يبقى منسوب هذه المصالح يتفاوت عند الجانبين، و هنا ندعو لتتوازن هذا المنسوب بين مصالحنا نحن و مصالحكم أنتم.
بقلم أيوب مشموم" كاتب صحفي"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق