Sans Commentaires

Sans Commentaires

الاثنين، 25 مارس 2013

ربيع الشباب الملكي.. في ذكرى 20 مارس

حلت علينا مؤخرا ذكرى مرت مرور الكرام للأسف، في حين كان لزاما على من يوصفون بالشباب الملكي أولا، و المتتبعين للشأن الشبابي داخل هذه المملكة السعيدة ثانيا، أن يؤرخوا لتلك المرحلة الحرجة من تاريخ المغرب المعاصر، و يقيمون تجربتها بنقد ينفض الغبار عليها، فهي على الأقل كانت لاعبا رئيسيا في صناعة أحداث الربيع المغربي بصورته اليوم، و إذا كنا اليوم نوقن بأن التجربة فشلت كما فشلت تجربة حركة 20 فبراير، فذالك راجع لإعتبارات عديدة، وجب الوقوف عليها و تمحيصها، علّنا نستمد منا دروس و نورث العبر و المعاني و المغزى من تلك التجربة، حتى إذا خلف من بعدنا خلف آخر، لا تعاد تلك الأخطاء و تلك العثرات مرة أخرى.
ما قبل حركة العشرين من فبراير، كان المغاربة يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من قادم الأيام و ما ستحمله لنا، خصوصا بعد تساقط الأنظمة العربية كأوراق الخريف الواحدة تلي الأخرى، و من كانوا في تلك الأثناء يغوصون في متاهات مواقع التواصل الإجتماعي، كانوا يلاحظون، بعض العابثين أو لنسمهم الحالمين يرفعون سقوف المطالب داخل المملكة، و جاء إليهم من كل حدب و صوب، الناقمون و المعارضون و المشاكسون يرجون مكانا تحت الشمس و موطأ في شوارع البلاد.
هنا بدأ كل شيء، كان ثلة من شباب آخر يرى بأن الأمور بدأت تزيغ عن منحاها الطبيعي، خصوصا أولائك الذين كانوا يحملون مطلب التغير الحقيقي، و الذين كانوا يعرفون بأن هناك أيد نجسة بدأت تترك بصماتها في صناعة قرار ثوار المغرب، و بدأت بعض الأصوات المتطرفة تدخل على الخط و تصبغ بيانات ثوار المغرب باللون الأسود القاتم، هؤلاء جعلوا على عاتقهم التصدي لمتطرفي هذه الحركة همهم الأوحد و الوحيد، و بدئوا يناكفونهم و يحاجونهم و يضيقون عليهم الخناق، إلا أن الأمور بدأت تتعقد كثيرا، و بدأت كرة الثلج تكبر يوم عن يوم، حتى صار الأمر ميئوس منه لتغير الخطاب من داخل الحركة أو حتى بجانبها إن صح التعبير.
كان كل أسبوع يحمل تحدي و يحمل معه همّا فوق هم، مع كل تلك الحروب التي كان يقودها هؤلاء الشباب لا في العالم الإفتراضي أو الواقعي، لا مع متطرفي الحركة من مغاربة، أو مع أعداء الوحدة الوطنية من خارج البلاد، وهنا وجب التذكير أن العديد من الجزائريين و أزلام البوليساريو كان يرمي حطب الفتنة في موقد حركة عشرين من فبراير ومعها البلاد برمتها، فكان الهدف الرئيسي هو تعرية هؤلاء أمام شباب الحركة من جهة و تعرية متطرفي و أهداف و مرامي الحركة أمام الشعب المغربي من جهة أخرى، مع وضع مطالب بديلة واقعية و قابلة لتطبيق تقي البلاد شر المجهول الذي كان يحلم به البعض.
كل هذه الأهداف التي كنا نحملها تبقي غير ذي قيمة، إذا لم تتضافر الجهود، و تتحد القوى لتصدي لقوة كانت أكبر منا بعتادها و عدتها، و بأحزابها و جماعاتها، فلا مجال للمقارنة بين شباب يافع و هاو و غير مجرب همه إستقرار الوطن و البلاد، أمام جبروت جماعات و أحزاب خبرة المؤامرات و الدسائس و خاضت العديد من الحروب بل أنواعها همها السلطة و الحكم.
فكانت الدعوة لتأسيس حركة تجمع كل المؤمنين بهذا المشروع فكان يوم 20 مارس التاريخ و الرباط وبالضبط نادي المحاماة المكان، فمن أفشل هذا المشروع؟
إلى الجزء الثاني إنشاء الله.

أيوب مشموم" كاتب صحفي"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق