Sans Commentaires

Sans Commentaires

الأحد، 23 ديسمبر 2012

معنى أن تكون مغربي




تساورني أفكار تبقى مبهمة، و قابلة للتحليل و التعمق النقدي لماهية الذات، و سؤال الأنا، و الأخر، و ما أحمله أنا و ذاك ، و ما يجمعني به و ما يحول بيني و بينه، من أفكار و هواجس و مبادئ، مع أجرأت كل هاته الأشياء تسطيرا و تفعيلا.

اليوم و قبل أي وقت مضى ألزمنا الحاضر عن طرح سؤال محوري، ما معنى أن تكون مغربي بعيدا عن لغة الأنا و العصبية القبلية، ولغة الإيديولوجية و الفكر المكتسب و العلم المحصل، و كذا الكلام المسكوب على الأذان.

كون أن تكون مغربي هو أن تسعى نحو سكب دماء الأنا على عتبة الوطن، كون أن تكون مغربي أن تضمر لغة القبلية و الطائفية إنتصارا للوطن و إنتصارا لما يجمعنا، كون أن تكون مغربي أن تسعى و أسعى لملأ الفارغ بيننا نحن و بينهم هم، كون أن تكون مغربي أن تعلم ما خلفه لنا أبائنا و أجدادنا و نحصي إرثنا الزاخر و نستلهم منه خريطة الغد، كون أن تكون مغربي أن تستحضر أن الوطن للجميع، كون أن تكون مغربي أن تعلم أن هذا الوطن كان لمن قبلنا و صار لنا و لا بد أن نتركه لما بعدنا، فهو دائما و سيظل ملكا لله الواحد الأحد، كون أن تكون مغربي أن تستحضر كل صباح أن في دمائنا بطل، كان يوما ما زعيما أو قائدا أو فلاحا و حتى عاميا، ترك لنا وطن، لكنه بناه و ترك فيه شيئا من دمه و عرقه.

أن تكون مغربي ليس أن تكون أمزيغي أو عربي أو ريفي أو صحراوي بل أن تكون كلهم، أن تكون مغربي ليس أن ترفع العلم يوم نصر بل أن تبني وطن يوم الهزيمة، أن تكون مغربي ليس أن تموت في سبيل الوطن بل أن تقتل من أجل الوطن، أن تكون مغربي هو أن تحرق كل السفن و تقول البحر ورائنا و العدو أمامنا، أن تكون مغربي ليس أن تأكل من خيره و تشرب من مائه بل أن يأكل هو منك و يشرب من دمك.
أن تكون مغربي هو أن تعلم أن المغرب كل أبائك و أجدادك و جميع أبنائك و أحفادك، فاتعظ.

أيوب مشموم "كاتب صحفي"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق