Sans Commentaires

Sans Commentaires

السبت، 26 يناير 2013

المصطفى تدلاوي رجل لا كالرجال" وفاة رجل"


المصطفى تدلاوي رجل لا كالرجال" وفاة رجل"

المصطفى تدلاوي، الأكيد أن الكثيرين لم يسمعوا بهذا الإسم، و لم يمر حتى من ثنايا مسامعهم، شئنه شئن الكثيرين الذين قدموا الكثير لهذا الوطن، و مضوا في صمت، و لم و لن يذكر إسمه في تجاويف كتب التاريخ و صانعي الأساطير، و لا حتى في حكايات و روايات الأدب الخالد.

لأجل كل هؤلاء الزمرة من الرجال و النساء، وجب التوقف قليل، فالتاريخ و للأسف عندما يحصي لنا رجالات الأساطير و القادة الخالدين، لم يذكر لنا أن أخر جندي في كتيبة هذا القائد كان صانعا لمجده، و لا مراقب خيوله و مسرّج جياده، و لكل من أثر نفسه لعظمة هذا القائد و بقاء مملكته و بلاده، لكل هؤلاء الذين داس عليهم التاريخ بجرة قلم، ورمى المؤرخين الأقاويل ليروى على مسامع الصغار حكاية الأبطال، و من دونهم بقايا و حصى و زخاريف قصص.

المصطفى تدلاوي من جملة هؤلاء، ثابر و جاهد و ناضل و ضحى من أجل هذا الوطن بما يقال و بما لا يمكن أن يقال، هذا الرجل بالنسبة لي و لكل من حملوا يوما لقب الملكيين، كان لنا الحاضن و الناقد و الأب و السراج المنير، أهدى لنا جريدته وحمانا من قسوة الباطشين، نصحنا و وعضنا و علمنا كون أن تكون صحفي، مجرد من كل الأحاسيس إلاّ من إحساس نصرة الظالم و قول الحق و نقل الخبر المبين، كان لي الأستاذ و المعلم و الرئيس و المدير و الأخ و الأب و الصديق.

كان ملكيا خالصا، أحب الوطن في صمت، و ناضل من أجله في صمت، كما مات و رحل في صمت.

رحم الله فقيد المغرب و الوطن و الصحافة و كل شرفاء هذا الوطن و هذه البلاد، لا حول و لا قوة إلا بالله، و إن لله و إن إليه راجعون، رحمك الله يا مصطفى يا تدلاوي، ستظل كتاباتك نبراسا لنا، و خطك التحرير دستورا لنا في الجريدة، و ستظل دائما مديرنا التحرير.

أيوب مشموم" كاتب صحفي"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق